للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الرعد]

قوله: {إنّما أنت منذر} (١) قال المخزومي سمعت مالكاً يقول {ولكل قوم هاد} يعني داعياً يدعوهم إلى الله عَزَّ وَجَلَّ (٢) قال القاضي ابن العربي رضي الله عنه قال قوم لكل قوم داع من الأنبياء يدعوهم وقال آخرون لكل قوم داع من العلماء يدعوهم وأقول أنا لكل قوم داع من المؤمنين يدعوهم وهذا إشارة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا عام في جميع المؤمنين على ما بيناه في موضعه وأشرف الدعاة والهداة الأنبياء وتترتب بعدهم المنازل.

قوله عز وجل: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} (٣) قال ابن وهب سمعت مالكاً يقول هو عبد الله بن سلام قال القاضي ابن العربي رضي الله عنه: المراد به عبد الله بن سلام وغيره ممن بشر بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأنذر به وأقر في التوراة بصفته.

[سورة إبراهيم]

قوله عز وجل: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} (٤) قال ابن وهب سمعت مالكاً يقول يريد بلاءه الحسن (٥) وأياديه عندهم قال القاضي ابن العربي رضي الله عنه هذا التفسير يستمد من بحر النعم وقد اختلف الناس في عموم نعم الله تعالى على الخلق وخصوصها لبعضهم وهي مسألة مشكلة قد بيناها في كتب الأصول فأما عموم التسمية في كل ما أتى الله الخلق وأنه ينطلق عليه نعمة فلا إشكال فيه لأن الله عَزَّ وَجَلَّ قال: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} (٦) الآية إلى قوله {محظوراً} فأخبر عَزَّ وَجَلَّ أن كلًا أمره الله تعالى وأتاه من نعمه على اختلاف حاله من كفر أو إيمان وأما كون معنى النعمة فيما أطلق عليه اسم النعمة فيفتقر إلى تدقيق لا يمكن ذكره بالاختصار فليطلب في كتب الأصول وأقله المتوسط.


(١) سورة الرعد آية (٧).
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره انظر مختصر ابن كثير ٢/ ٢٧١.
(٣) سورة الرعد آية (٤٣).
(٤) سورة إبراهيم آية (٥).
(٥) ذكره أيضًا القرطبي في تفسيره ٩/ ٣٤٢.
(٦) سورة الاسراء آية (١٨).

<<  <   >  >>