للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو يدفعها بعدَ وجودها ومن استعاذ بالله (١) استعاذ بعظيم ومن تحصَّن بكلماته التي لا تنفر التامة التي لا يتطرَّق إليها نقصان فما أبقى بعد ذلك. وقوله فيها التامات كقوله: {قل رب احكم بالحق} (٢) وليس هنالك باطل ولكنه تكميل للوصفِ وتحقيق للخبر.

[تتميم]

قال مالك رضي الله عنه في الحديث في تجزئة الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة (٣)، وقد اختلفت في ذلك الآثار حتى بلغت إلى سبعين (٤). وقيل خمسٌ وأربعون (٥)، وست وأربعون (٦)، وخمس وسبعون (٧)، قال علماؤنا في ذلك تأويلات منها أن هذه الرؤيا المنقسمة على هذه الأجزاء إنها رؤيا ذي النبوة، لا أنها نفس النبوةِ واختلاف الأعداد فيها لأنها جعلت بشارات، فأعطى من فضله جزءًا من سبعين جزءًا في الابتداء، ثم زاد من فضلهِ حتى بلغت خمساً وأربعين، وانتهى بعضهم إلى أن يقول إن مدة النبي- صلى الله عليه وسلم - كانت ثلاثًا وعشرين سنةً، وأن ستة أشهرٍ منها كان يوحى إليه في المنام (٨) وهذا يفتقر إلى


منامي فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده وهمزات الشاطين أن يحضرون).
قال الزرقاني أخرجه ابن عبد البر من طريق ابن عيينة عن أيوب بن موسي عن محمَّد بن يحيى بن حبّان أن خالد بن الوليد وهو مرسل وأخرجه أيضًا من طريق ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مسندًا لكنه قال الوليد بن الوليد وهو أخو خالد. شرح الزرقاني ٤/ ٣٤٠.
(١) في ج زيادة فقد.
(٢) سورة الأنبياء (١١٢).
(٣) مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لن يبقى من بعدي من النبوة إلا المبشرات) فقالوا: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: (الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة). الموطأ ٢/ ٩٥٧ وقد وصله البخاري من طريق الزهري عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة ٩/ ٤٠.
(٤) ورد عند مسلم من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءًا من النبوة) (٢٢٦٥).
(٥) هذه رواية مسلم (٢٢٦٣) من حديث أبي هريرة.
(٦) ورد الحديث بهذا اللفظ عند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة.
(٧) هذا القول ذكره الحافظ ولم يسنده لأحد، انظر الفتح ١٢/ ٣٦٣.
(٨) هذا القول نقله ابن بطال عن أبي سعيد السفاقسي أن بعض العلماء ذكر أن الله أوحى إلى نبيه في المنام ستة =

<<  <   >  >>