للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجعلها هوعلاقة للشهوة فتصير له سبعة طرقٍ يأكل بها، ويجمع بسببها.

[النهي عن الشرب في آنية الفضة]

ذكرَ حديث أم سلمة، والحديث صحيح من طريق حذيفة وغيره: (الذي يشرب في آنية الذهب والفضة، إنما يجرجر في بطنه نار جهنم) (١) وفي الصحيح نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الشرب في آنية الذهب والفضةِ والأكل فيهما (٢)، وذلك للسرفِ والتشبه بالأعاجم، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة) (٣). وهذا نهي محرَّم باتفاق لأنه اقترن به وعيدٌ، وأما نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النفخ في الشراب (٤)، فإن كان الرجل يشربُ وحده فهو مكروه لئلا يعتادهُ وأما إن كان مع غيره فهو حرام أما فيه من تقذّر الغير وهو أحد الوجهين في الشرب من في السقاء (٥)، وأما شرب


(١) الموطأ ٢/ ٩٢٤ ولفظه عن أم سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم) وأخرجه البخاري في كتاب الأشربة باب آنية الفضة ٧/ ١٤٦ ومسلم في كتاب اللباس والزينة باب تحريم استعمال أواني الذهب والفضة حديث (٢٠٦٥).
(٢) روى البخاري بسنده إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كنا عند حذيفة بالمدائن فاستسقى فأتاه دهقان بقدح فضة فرماه به فقال: إني لم أرمه به إلا أني نهيته فلم ينته وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن الحرير والديباج والشرب في آنية الذهب والفضة وقال: (هن لهم في الدنيا وهي لكم في الآخرة) البخاري في كتاب الأشربة باب الشرب. في آنية الذهب ٧/ ١٤٦، ومسلم في اللباس والزينة حديث (٢٠٦٧)، والبغوي في شرح السنة ١١/ ٣٦٩.
(٣) هذا الحديث متفق عليه أخرجه البخاري في أماكن عده من صحيحه منها في تفسير سورة التحريم ٦/ ١٩٥ من طريق عبيد بن حنين إنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يحدث إنه قال: مكثت سنة أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأل هيبة له حتى خرج حاجًا فخرجت معه فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له قال فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت: يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النّبيّ من أزواجه فقال: تلك حفصة وعائشة، قال: فقلت: والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك، قال: فلا تفعل ما ظننت أن عندي من علم فاسألني فإن كان لي علم أخبرتك به ... قال عمر: فقلت: يا رسول الله إن كسري وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله؟ فقال: (أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة) وأخرجه مسلم في الطلاق حديث (١٤٧٩)، والترمذي (٣٣١٨)، والنسائي ٤/ ١٣٧ و ١٣٨.
(٤) الموطأ ٢/ ٩٢٥ من حديث أبي سعيد قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النفخ في الشراب ورواه الترمذي (١٨٨٧) وقال حسن صحيح.
(٥) ورد النهي من الشارع عن الشرب من فيّ السقاء. عند البخاري في كتاب الأشربة باب الشرب من فم السقاء =

<<  <   >  >>