للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[باب صلاة الاستسقاء]

الاستسقاء هو طلب السقي كما أن الاستضحاء هو طلب الضحو (وَقَدِ اسْتَسْقَى النَّبِيُّ، - صلى الله عليه وسلم - وَاسْتَضْحَى) رواه أنس (١). وسننها كسنة صلاة العيد يبرز إليها مثلها. وقال (ح) ليس لها ذلك لأنها لكشف ضرر دنيوي (٢) فأشبهت الزلازل (٣).

قلنا: قد خرج النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، إليها وجمع فيها وخطب وحوَّل رداءه تفاؤلاً. وقال (ح): ليس من السنة أن يحوِّل رداءه (٤) والأثر الصحيح يقضي عليه (٥).

وأن الذي قال أبو حنيفة ليقوى؛ لأن صلاة العيد لم يعدل النبي، - صلى الله عليه وسلم -، قط بها عن طريقتها.

وأما الاستسقاء فإِن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، قد استسقى في خطبة الجمعة (٦)، وأدخل الدعاء


(١) متفق عليه البخاري في كتاب الاستسقاء باب الاستسقاء في خطبة الجمعة من طريق شريك بن عبد الله عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ بَابِ الْقَضَاءِ وَرَسُولُ اللِه، - صلى الله عليه وسلم -، قَائِم يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، قَائِماً ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللِه هَلَكَتِ الأمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ فَادْعُ الله يُغَيِثنَا فَرَفَعَ رَسُولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -، يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: اللهم أَغِثْنَا، الْلهُمَّ أَغِثْنَا. قَالَ أَنَسٌ: وَلَا وَاللِه مَا نَرَى في السَّمَاءِ مِنْ سَحَاب وَلاَ قَزْعَةً وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلَعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلاَ دَارٍ قَالَ فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التَّرْسِ فَلَمَّا تَوَسَّطَتْ في السَّمَاءِ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ فَلاَ وَاللِّه مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتّاً .. البخاري ٢/ ٣٤ - ٣٥، ومسلم في الاستسقاء باب الدعاء في الاستسقاء ٢/ ٦١٢ - ٦١٣، من طريق شريك بن عبد الله عن أنس أيضًا، ومالك في الموطأ ١/ ١٩١.
(٢) في (م) دنيا.
(٣) انظر شرح فتح القدير لابن الهمام ١/ ٤٣٩، والبناية على شرح الهداية ٢/ ٩١٢.
(٤) انظر المصدر السابق ١/ ٤٤٠، والبناية ٢/ ٩٢٠.
(٥) متفق عليه البخاري في الاستسقاء باب الاستسقاء في المصلى ٢/ ٣٩ وفي باب الاستسقاء وخروج النبي، - صلى الله عليه وسلم - ٢/ ٣٢، وفي باب الجهر بالقراءة في الاستسقاء ٢/ ٣٨، ومسلم في الاستسقاء باب صلاة الاستسقاء ٢/ ٦١١، وأبو داود ١/ ٦٨٩، والترمذي ٢/ ٤٤٢، وقال حسن صحيح، ومالك في الموطّأ ١/ ١٩٠، والبغوي في شرح السنة ٤/ ٣٩٨ كلهم عن عبد الله ابن زيد المازني يقول: خَرَجَ رَسُولُ اللِه، - صلى الله عليه وسلم -، إلَى الْمُصَلَّى فَاسْتَسْقَى وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ حِينْ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ. لفظ مسلم.
(٦) تقدم.

<<  <   >  >>