للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البرية. فقال: ذلك إبراهيم (١). يعني بعده على أحَدِ التأويلين. وقيلَ إنك لخير بلاد الله في اعتقادي ولي بحكم النشأة ولأجل الوطنِ ولكنه خالف هَواه اتباعاً لأمر ربه، واختياراً لما اختار الله له.

[ما جاء في الطاعون]

ذكر مالك حديث عمر في خروجه إلى الشام (٢)، واستوفى مساقه بخلاف غيره، وإنما فعل ذلك لكثرة فوائِده، وقد تكلمنا عليه في شرح الحديث، وعدّدناها هنالك أمهاتها ست وعشرون:

الأولى: خروج الإِمام على الجيوش بنفسه دون أن يستخلف عليها أحداً من أصحابه للفوائد الخمس المعروفة في ذلك الكتاب.

الثانية: قصده إلى الثغر لتفقد أموره والإرهاب على عدوه.

الثالثة: ترك الإِمام دوحة الملك ومقر الخلافةِ خالية منه.

الرابعة: تلقي الولاة والناس له شوقًا وتعظيماً، وقد كان يفعل ذلك بالنبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

الخامسة: توقُعه للخبر المخوفِ.


المسجد الحرام فإن الصلاة في مسجدي تفضله بدون الألف .. إلى أن قال فقال عمر وبعض الصحابة ومالك وأكثر أهل المدينة المدينة أفضل وقال أهل مكة والكوفة والشافعي وابن وهب وابن حبيب المالكيان مكة أفضل شرح النووي على مسلم ٩/ ١٦٤.
(١) رواه مسلم في كتاب الفضائل باب فضائل إبراهيم الخليل - صلى الله عليه وسلم - (٢٣٦٩) وأبو داود (٤٦٧٢) والترمذي رقم (٣٣٤٩) في التفسير من حديث أنس باب مالك قال جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا خير البرية فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ذاك إبراهيم الخليل).
(٢) مالك عن ابن شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث ابن نوفل عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فاخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام قال ابن عباس فقال عمر بن الخطاب أدع لي المهاجرين الأولين فدعاهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا فقال بعضهم قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه ... الموطأ ٢/ ٨٩٤ والبخاري في كتاب الطب باب ما يذكر في الطاعون ٧/ ١٦٨ ومسلم في كتاب السلام باب الطاعون والطيرة والكهانة ونحوها (٢٢١٩).

<<  <   >  >>