للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحد قسمي المجاز وهو التسبب (١)، وهو التعبير عن الشيء بفائدته وثمرته، وثمرة الملال الترك فكأنه قال: إن الله تعالى لا يترك ثوابكم حتى تتركوا طاعته وكأن هذا أبين لقلوب العامة (٢)، ولكنه تبارك وتعالى أراد أن يجعل الكتاب منه آيات محكمات ومنه أُخر متشابهات ليرفع الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات (٣) ويضل الزائغين عن سبل الهدى دركات.

[حديث غلبة النوم]

عن حزب الليل قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: "كَتَبَ الله لَهُ أَجْرَ صَلَاتِهِ" (٣) وهذا أصل في الشريعة من فضل الله تعالى على الأمة إذا قطع بهم عن العمل قاطع، وقد انعقدت نيتهم عليه فإن الله يكتب لهم ثوابه وفي البخاري (عَنِ النَّبِيِّ، إذَا مَرَضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كَتَبَ الله لَهُ مَا كَانَ يفْعَلُهُ صَحِيحًا مُقِيمًا) (٤) وقد اعترض على هذا الحديث سندًا ومتنًا؛ أما السند فإنهم ضعفوا السكسكي (٥) رواية.


(١) في (م) وهي زيادة وهي قوله وفي أحد قسمي التسبب وهو ... الخ.
(٢) قال النووي: قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد تشريفًا للعبد وتقريبًا له قالوا ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث لو أطعمته لوجدت ذلك عندي لو سقيته لوجدت ذلك عندي أي ثوابه والله أعلم شرح النووي على مسلم ١٦/ ١٢٦.
(٣) مالك في الموطأ ١/ ١١٧ عن مُحمَّد بْن الْمنْكَدر عنْ سعيد بن جبير عن رجلٍ عنْدهُ رضًا أَنَّهُ أَخْبَرهُ أَنَّ عَائشةَ زوج النبي, - صلى الله عليه وسلم -، أخبرته ..
والحديث هنا فيه مجهول إلا أن السيوطي نقل عن ابن عبد البر إن هذا المجهول هو الأسود بن يزيد النخعي فقد أخرجه النسائي من طريقة أبي جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير عن الأسود بن يزيد عن عائشة، ورواه النسائي أيضًا من وجه آخر عن أبي جعفر عن ابن المنكدر عن سعيد ابن جبير عن عائشة ولم يذكر بينهما أحداً ٣/ ٢٥٧ - ٢٥٨.
ونقل الزرقاني عن الحافظ العراقي قوله وقد جاء من حديث أبي الدرداء بنحو حديث عائشة أخرجه النسائي وابن ماجه والبزار بإسناد صحيح. الزرقاني ١/ ٢٤١. وقال السبكي لا يقدح في الحديث إبهامه في رواية أبي داود، حيث علم من طريق آخر وهو ثقة. المنهل العذب المورود ٧/ ٢٣٩، وقد ترجم النسائي لرواية عائشة التي فيها الأسود بن يزيد بقوله اسم الرجل الرضى انظر سنن النسائي ٢٥٨/ ٣.
درجة الحديث: صحيح.
(٤) أخرجه البخاري في الجهاد باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة ٤/ ٧٠، عن أبي موسى الأشعري.
(٥) هو إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي، أبو إسماعيل، الكوفي مولى صغير بالمهملة ثم المعجمة مصغرًا، =

<<  <   >  >>