للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحداهما: بين الحاجم والمحجوم.

ثانيها: استقرار الحظر والمنع.

ثالثها: نسخ ذلك بالرخصة، صحّحه علي بن عمر الحافظ.

أما إنه وإن رجعنا إليه، كما يجب علينا في النظر، فقد بقي قول أنس في الصحيح انها تكره لموضع التغرير وذلك تعريض العبادة للفطر بضعف النفس عند إخراج الفضيلة، ويكون ذلك ثانياً من باب الاحتياط على العبادة فإن إحتاج إليها احتجم فإن ضعف أفطر.

[صيام يوم عاشوراء]

ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يوم عاشوراء كانت تصومه قريش في الجاهلية، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قدم المدينة فوجد اليهود تصوم يوم عاشوراء وقالوا هذا يوم نجَّى الله فيه موِسى من فرعون وأغرق فرعون، وكانوا يلبسون فيه حليهم وشارتهم (١)، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: نحْنُ أحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، وَصَامَهُ وَأمَرَ بِصِيَامِهِ .. وَكَانَ هُو الْفَريضَةَ حَتَّى فَرَضَ الله سُبْحَانَهُ رَمَضَانَ تَرَكَ عَاشُورَاءَ (٢). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"هذَا يَوْمُ عَاشُورَاء وَلَمْ يكتُبِ الله عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وَأنَا صَائِمٌ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ" (٣). وكان يرسل إلى قرى الأنصار في يوم عاشوراء: (إنَّ مَنْ أصْبَحَ صَائِماً فَلْيُتَمَّ صِيَامَهُ وَمَنْ أكَلَ فَلْيُتمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ) (٤) وقال: إنِّى لَا أحْتَسِبُ عَلَى الله أنْ يُكَفِّرَ ذنُوبَ سَنَةٍ (٥) قَبْلَهُ. وقال رجل لابن عباس: كَيفَ أصُومُ


(١) قال ابن الآثير: الشارة الرؤاء والمنظر الحسن والزينة. جامع الأصول ٦/ ٣٠٨.
(٢) متفق عليه. البخاري في الصوم باب صيام يوم عاشوراء ٣/ ٥٧، ومسلم في الصيام باب صوم يوم عاشوراء ٢/ ٧٩٢، والموطأ ١/ ٢٩٩، وأبو داود ٢/ ٨١٧، والترمذي ٣/ ١٢٧ كلهم عن عائشة .. أما قوله: وكانوا يلبسون شارتهم وحليهم، فهذا من حديث أبي موسى الأشعري. البخاري في الباب السابق ٣/ ٥٧ وفي الفضائل ٥/ ٨٩، ومسلم في الباب السابق ٢/ ٧٩٦.
(٣) متفق عليه. البخاري في الصوم باب صوم يوم عاشوراء ٣/ ٥٧، ومسلم في الصيام باب صيام يوم عاشوراء ٢/ ٧٩٥، والموطّأ ١/ ٢٩٩، والنسائي ٤/ ٢٠٤ كلهم عن حميد بن عبد الرحمن قال: سَمِعْت معَاوَيةَ ابْنَ أبي سفيانَ رَضِيَ الله عَنْهمَا يَخْطب يَوْمَ عَاشُورَاءَ عَامَ حَجَّ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقول: يَا أهْلَ الْمَدِينَةِ أيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ سمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: هذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَكتب الله عَلَيْكُمْ صِيَامَة ..
(٤) متفق عليه. البخاري في الصوم باب صوم الصبيان ٣/ ٤٨، ومَسلم في كتاب الصيام باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه ٢/ ٧٩٨ كلاهما عن الرُبَيِّعِ بنِتِ معْوَذٍ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ: أرْسَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلَى قرَى الأنصَارِ التي حَوْلَ الْمَدِينَةِ منْ كَانَ أصْبَحَ صَائِماً فَلْيتِمَّ صَومَهُ ..
(٥) الترمذي ٣/ ١٢٦، وهو جزء من حديث طويل رواه مسلم في الصوم باب صوم يوم عاشوراء والاثنين =

<<  <   >  >>