للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتاب الطلاق (١)

قد قدَّمنا أن النكاح يُعقد للأبد ولا يجوز فيه الأمد بقصد الألفة والنسل الذي تكثر به الأمة ويدوم به العمل الصالح، هذا هو المقصود منه إلا أنه قد تتعذر الألفة ويقع بين الزوجين النفرة، فلو بقى على حاله من اللزوم واستمر على صفته من التأبيد لكان في ذلك ضررٌ بالزوجين، فشرَّع الله عز وجل، كما قدمنا، النكاح للألفة، وشرَّع الطلاق مخلصاً عند وقوع النفرة، وهذا أمر لا ينبغي أن يكون إلا وقت الحاجة؛ فقد روى أبو داود (أبغَضُ مُبَاحٍ إِلَى الله الطَّلَاقُ) (٢)، وروي أيضاً "إيمَا امْرَأةٌ سَألتْ زَوْجَهَا الطَّلاَقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأسٍ


(١) هو في اللغة إزالة القيد والتخلية، وفي الشرع إزالة ملك النكاح. التعريفات للجرجاني ص١٤١، وقال الحافظ: الطلاق في اللغة حلّ الوثاق مشتق من الإطلاق، وهو الإرسال والترك، وفي الشرع حل عقدة التزويج فقط. فتح الباري ٩/ ٣٤٦.
(٢) أبو داود ٢/ ٦٣١، وابن ماجه ١/ ٦٥٠، والحاكم ٢/ ١٩٦، كلهم من طريق محارب بن ديثار عن ابن عمر، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: على شرط مسلم، ورواه أبو داود ٢/ ٦٣١ والبيهقي في السنن الكبرى ٧/ ٣٢٢، وقال البيهقي: هذا حديث أبي داود وهو مرسل، وفي رواية ابن أبي شبية عن عبد الله بن عمر موصولاً ولا أراه حفظه. ورواه ابن أبي حاتم في العلل ٢/ ٤٣١ وقال: قال أبي إنما هو محارب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مرسل. وقال المنذري: الشهور فيه المرسل، وقال الخطابي: المشهور في هذا عن محارب ابن ديثار مرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ليس فيه ابن عمر. مختصر سنن أبي داود للمنذري ومعالم السنن للخطابي ٣/ ٩٢، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية بإسناد ابن ماجه وفيه عبيد ابن بن الوليد الوصافى وقال: هذا حديث لا يصح. قال يحيى: الوصافي ليس بشيء، وقال الفلاس والنسائي: متروك الحديث، العلل المتناهية ٢/ ١٤٩، ورواه أين حبان في ترجمة عبيد الله هذا، وقال: هو من أهل الكوفة من ولد الوصاف بن عامر العجلي، واسم الوصاف مالك روى عن أهلها منكر الحديث جداً. وقال ابن معين: ليسى بشيء، المجروجين ٢/ ٦٣ - ٦٤. وأورده ابن عدي في الكامل وساق له عدة أحاديث منها هذا الحديث وقال: لا يتابع عليها. الكامل ٤/ ١٦٣٠ ت ت ٧/ ٥٥, وقال العقيلي: أحاديثه مناكير لا يتابع على كثير من حديثه، الضعفاء للعقيلي ٣/ ١٢٨، وخلاصة القول في عبيد الله هو ما قال الحافظ في ت ١/ ٥٤٠ إنه ضعيف. قلت: لكنه لم ينفرد بل تابعة معرف بن واصل السعدي الكوفي وهو ثقة، كما قال الحافظ في ت٣/ ٢٦٣ وقال في ت ت ١٠/ ٢٢٩: روى عن أبي وائل وإبراهيم التيمي وإبراهيم النخعي والشعبى .. ومحارب بن ديثار إلا أن المنفرد عنه بوصله، كما قال الحافظ في التلخيص ٣/ ٢٣٢، هو محمَّد بن خالد الوهبي وهو صدوق كما قال الحافظ في ت =

<<  <   >  >>