للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: إنما كانت الثلاثة الأيام خارجة عن حكم الإِقامة لأن الله تبارك وتعالى أرجأ فيها من أنزل به العذاب وتيقن الخروج عن الدنيا فقال: {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} (١)، وأدخل قول سعيد بن المسيب (من أجْمَعَ إِقَامَةَ أرْبَعَةِ أيَّام وَهْوَ مُسَافِرٌ أتَمَّ الصَّلاَة) (٢)، إذ لم نجد أنصّ منه في الغرض، وإن كان ليس بحجة يتوسل به إلى طلب الحجة منه أومن غيره.

أما من غيره فعلى طريق التذكرة.

وأما منه فبأن نقول: سعيد بن المسيب صحب سبعين بدريًا، ومن الصحابة جملة وافرة، ووعى علمًا كثيرًا فأفتى بهذه الفتوى ولا يقتضيها النظر ولا يعطيها القياس فكانت حجة على ما أشرنا إليه من أصله والله أعلم.

[صلاة الضحى]

الضحى، مقصور، طلوع الشمس والضحاء، ممدود، ضياؤها وإشراقها. قال الشاعر:

أعجلها أقدحى الضحاء ضحى ... وهي تنابيك (٣) عن ذوائب السلم (٤)

يصف إبلًا ضرب عليها بالسير ضحى فقمرها (٥) فنحرها قبل أن تبلغ الضحى (وَكَانَ


(١) سورة هود آية ٦٥.
(٢) الموطّأ ١/ ١٤٩ وهذا الأثر شيخ مالك فيه عطاء بن أبي مسلم أبو عثمان الخراساني صدوق يهم كثيرًا ويرسل ويدلّس من الخامسة، مات سنة ١٣٥ هـ لم يصح أن البخاري أخرج له/ م عـ. ت ٢/ ٢٣، وقال في ت ت ٧/ ٢١٤ ذكره البخاري في الضعفاء ٢/ ٣٧ وذلك لنقل قاسم بن عاصم قال: قلت لسعيد بن المسيب: عطاء الخراساني حدثني عنك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أَمَرَ الَّذي وَاقَعَ في رَمَضَانَ بِكَفَّارَةِ الظِّهَارِ فَقَالَ: كَذِبٌ مَا حُدِّثْتُهُ إِنَّمَا بَلَغَنِي أنَّ النَّبيَّ، - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: تَصَدَّقْ. تصدَّقْ".
وقال الزرقاني: قال ابن عبد البر بأن مثل قاسم لا يجرح بروايته مثل عطاء أحد العلماء الفضلاء، وقد قال يحيى بن معين: روى مالك عن عطاء الخراساني وعطاء ثقة سمع من ابن عمر. شرح الزرقاني ١/ ٣٠١ وعلى هذا فالأثر حسن إن شاء الله.
(٣) كذا في جميع النسخ وهو خطأ، وفي لسان العرب ١٤/ ٤٧٥ تناصي ذوائب السلم وهي الصواب.
(٤) البيت عزاه ابن منظور للجعدي. لسان العرب ١٤/ ٢٧٥ وذكره الشارح في الأحكام ٤/ ١٩٤٦.
(٥) أقمر: أي ارتقب طلوع القمر. ترتيب القاموس ٣/ ٦٨٧.

<<  <   >  >>