للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرابع: في صفتِه وأنه بالسلام وإن دنا بالحجاب أو بقعقعة الباب إن بعد.

الخامس: في الآذن وهو من كان من أهلِ المنزل وإن كان الصبي الصغير الذي يعقل الحجبة ويفهمُ الإذن.

السادس: في صفةِ الجواب مثل أن لا يقولُ في جوابٍ من؟: أنا، فقد كره النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك لمن قال له وجعل يقول أنا، يكررها تكرر المتكرة (١)، وقد تقدم تفصيل ذلك كله في شرح الحديث.

التشميت (٢)

قال النبي- صلى الله عليه وسلم -: (العطاس من الله والتثاؤب من الشيطان) (٣) الحديث فأضافَ العطاس إلى الله لأجلِ أنه يكون عن خفَةِ البدن وسعةَ المنافِذ وذلك محبوبٌ إلى الله تعالى، فإن المنافذ إذا اتسعت ضاقت عن الشيطان وإذا ضاقت بالأخلاط والغذاء اتسعت عليه وأضاف التثاؤب إلى الشيطان لأنه إما أن يكونَ من كسلٍ أو مرضٍ أو امتلاءٍ وذلك لا يضاف إلى الله تعالى، وإن كان الكل منه على اسم الأدب ألا ترى إلى قول الخليلِ عليه السلام: {والذي هو يطعمني ويسقين} (٤) فأضافه إلى الله تعالى ثم قال: {وإذا مرضت فهو يشفين}، فأضافه إليه فإذا وجد ذلك فليحمد الله تعالى على ما رزقه من الخفة، فإذا حمدَ الله تعالى فعلى سامعِه أن يدعو له بالرحمةِ، وسمَّى الله تعالى هذا الرد تشميتًا بالشين المعجمة أو تسميتًا بالسين المهملة، وإن كانَ بالشين المعجمة، فهو مأخوذ من الشوامتِ وهي القوائم، وإن كان بالسين المهملة فهو مأخوذ من السَّمتِ وهو قصدُ الشيء


(١) متفق عليه أخرجه البخاري في الاستئذان باب إذا قال من ذا فقال أنا ٨/ ٦٨, ومسلم في كتاب الآداب باب كراهة قول المستأذن أنا إذا قيل من هذا (٢١٥٥) من حديث محمَّد بن المنكدر قال: سمعت جابراً رضي الله عنه يقول: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في دين كان على أبي فدققت الباب فقال: (من ذا) فقلت: أنا، فقال: (أنا أنا) كأنه كرهها, لفظ البخاري.
(٢) الموطأ ٢/ ٩٦٥.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الأدب باب إذا تثاوب فليضع يده على فيه ٨/ ٦١ وكذلك البغوي في شرح السنة ١٢/ ٣٠٦، من حديث أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله يجب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان على كل مسلم سمعه أن يقول له يرحمك الله وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان ...) ورواه أبو داود (٥٠٢٨)، والترمذي (٢٧٤٨).
(٤) سورة الشعراء آية (٧٩).

<<  <   >  >>