للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يمشي إلى السوق يسلم يطلبُ الحسنات (١) , لأنّ السلامَ متعَدٍّ والحسنَة المتعدية أفضل من الحسَنَة القاصرة.

[باب الاستئذان]

إن الله تعالى لما خلق الإنسان عورة وأخرجه إلى المخالطة لقصوره عن حظِ نفسِه، وأمره بالتستر وعلم منه أن إدامة الستر غير ممكنةٍ وأنه يتعرض للتكشف في الخلوات للراحات وعند قضاء الحاجات شرع الاستئذان فعممه كل موضع وصار أصلًا في كل رقيةٍ وهيئةٍ ووقت لكلِ منزلٍ حتى قال النبي- صلى الله عليه وسلم - في حديثِ الشفاعةِ فآتي فاستأذن على ربي في داره (٢) فيؤذن (٣) لي والكلام فيه في ستة فصول في حقيقته وأنه استفعال من الإذنِ أي طلب له.

الثاني: في المستأذنِ فيه وهو دخول كل موضعٍ محجوب يكرهُ صاحبه أن يرى فيه غيره.

الثالث: في الوقت الذي يقع فيه الإذن وذلك مأخوذ من قول الله تعالى: {يا أُيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذينَ ملكت أيمانكم) (٤) الآية.


الخلاء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته تتقطع وحتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويضعه على بطنه فقال أبو بكر: يا رسول الله إن الله عودك في الدعاء خيرًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أتحب ذلك يا أبا بكر) قال: نعم، قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه فلم يرجعها حتى قالت السماء فأطلت ثم سكبت فملؤا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت المعسكر. رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار ثقات. مجمع الزوائد ٦/ ١٩٤ و ١٩٥ وأورده ابن كثيرفي سيرته ٤/ ١٦ وقال: إسناده جيد.
(١) مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن الطفيل بن أبي كعب أخبره إنه كان يأتي عبد الله بن عمر فيغدو معه إلى السوق قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله بن عمر على ساقط ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا سلم عليه ... الموطأ ٢/ ٩٦٢، وأورده الخطيب التبريزي في المشكاة ٢/ ١٣٢٢، وعزاه لمالك والبيهقي في الشعب.
(٢) كذا في جميع النسخ (في داره) ولم أجدها في أي رواية من روايات الحديث وأعتقد أنها خطأ من النساخ وإن صحت الرواية بها فيجب الإيمان به على مراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(٣) حديث الشفاعة متفق عليه أخرجه البخاري في تفسير سورة الإسراء باب {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} ٦/ ١٠٥ , وفي باب قوله {لقد أرسلنا نوحًا إلي قومه} ٤/ ١٦٣، ومسلم في الإيمان (١٩٤)، والترمذي (٢٤٣٤) من حديث أبي هريرة.
(٤) ورة النورآية (٥٨).

<<  <   >  >>