للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الزكاة]

ولها اسمان الزكاة والصدقة، وقد تكلم (١) الناس عليها وأوردوا كثيراً فيها فما بلغوا مشرعة (٢)، وقد مهدنا ذكر ذلك في غير ما موضع، وخاصة في شرح الصحيح (٣). والآن نحيلكم عن ذكر لبابه فانه نفيس غرٍ يب وقال تعالى {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} (٤)، وقال تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} (٥). قال علماؤنا إن الزكاة مأخوذة من النماء، يقال زكا الزرع إذا نما، والزكاة اسم (٦) منه، فلما وجب في المال النامي سُميت زكاة، وقيل لأنها تنمو في ذاتها لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "فَيُرَبِّيهَا لأِحَدِكُمْ كَمَا يُرَبِّي فَلْوَهُ (٧) وَفَصِيلَهُ" (٨) (٩)، وقيل لأن المال الذي خرجت منه ينمو لأدائها بالبركة، وقيل لأن صاحبها ينمِو عند المسلمين في الخير وعند الولاة في الشهادة والإمامة ومنه قول الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤)} (١٠)،


(١) في (ك) و (م) العلماء.
(٢) قال في المشوف: شرعك ما بلغك المحل .. المشوف المعلم في ترتيب إصلاح حروف المعجم ١/ ٤٢٣ وفي القاموس: شرعك ما بلغك المحل أي حسبك من الزاد ما بلغك مقصدك، يضرب في التبليغ باليسير. ترتيب القاموس ٢/ ٦٩٩.
(٣) هذا من كتبه التي لم تظهر بعد، وقد تكلم عليه في العارضة ٣/ ٩٠ وفي عدة مواضع من هذا الكتاب.
(٤) سورة النور آية ٥٦.
(٥) سورة التوبة آية ١٠٣.
(٦) انظر كلام الحافظ في الفتح ٣/ ٢٦٢ على الزكاة.
(٧) الفلو: المهر الصغير، وقيل هو الفطيم من أولاد ذوات الحافر. النهاية ٣/ ٤٧٤.
(٨) الفصيل من أولاد الإبل، فعيل بمعنى مفعول، وأكثر ما يطلق في الإبل وقد يقال في البقر، النهاية ٣/ ٤٥١.
(٩) الموطأ ٢/ ٩٩٥ مالك عن يحيى بن سعيد عن الحباب بن سعيد بن يسار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال، وهذا مرسل، وقد وصل في غير الموطّأ؛ فقد أخرجه البخاري في كتاب الزكاة باب لا يقبل الله صدقة من غلول ٢/ ١٣٤ وفي كتاب التوحيد باب قول الله تعالى {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} ٩/ ١٥٤ ومسلم في الزكاة باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها ٢/ ٧٠٢ والترمذي ٣/ ٤٩ والنسائي ٥/ ٥٧ - ٥٨ وابن ماجه ١/ ٥٩٠ كلهم من حديث أبي هرَيْرَة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ تَصَدَّقَ بَعدْل تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيبٍ وَلاَ يَقْبَلُ الله إلَّا الطيِّبَ وإنَّ الله يَتَقَبَّلهَا بِيَمِينهِ ثُمَّ يُرَبِيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُربي أحدكُم فَلْوَةُ حَتَّى تَكونَ مِثْل الْجبَلِ) لفظ البخاري.
(١٠) سورة الأعلى آية ١٤.

<<  <   >  >>