للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نقلٍ صحيح ولو ثبت بالنقلِ ما أفادنا شيئًا في غرضِنا ولا صح حمل اللفظ عليه، وأصح ما في ذلك تأويل الطبري عالم القرآن والحديث، قال نسبة هذه الأعداد إلى النبوة إنما هو بحسب اختلاف حال الرائي، فتكون رؤيا الصالح على نسبته والمحطوط عن درجته (١) على دونها وهذا تأويل جملي فأما تحقيق الأجزاء وكيفيَّة القسمة , فلا يمكن ذلك أبدًا وتكفي هذه الجملة حتى تقفوا على التمام في شرح الحديث.

ما جاء في النَّرد والشطرنج

قول النبي- صلى الله عليه وسلم -: (من لعب بالنّرد فقد عصَى الله ورسوله) على ما روى مالك رضي الله عنه في الموطأ نصّ في التحريم (٢) وقد روى مسلم: (من لعب بالنردشير (٣) فقد غمس يده في لحم الخنزير ودمه) (٤) ووجه التمثيل فيه أنه تناول هذا محرمًا للذة النفس كما تناول


= أشهر ثم أوحى إليه بعد ذلك يقظة بقية حياته ونسبتها إلى الوحي في المنام جزء من ستة وأربعين جزءًا لأنه عاش بعد النبوة ثلاثاً وعشرين سنة على الصحيح قال ابن بطال هذا بعيد من وجهين أحدهما أنه اختلف في قدر المدة التي بعد البعثة والثاني أنه بقي حديث سبعين جزءًا لا معنى له. وقال الخطابي هذا وإن كان وجهًا تحتمله قسمة الحساب والعدد فأول ما يجب على قائله أن يثبت ما ادعاه خبراً ولم نسمع فيه أثراً ولا ذكر مدعيه فيه خبرًا فكأنه قال على سبيل الظن والظن لا يغني من الحق شيئاً وليس كل ما خفي علينا علمه يلزمنا حجة كأعداد الركعات وأيام الصيام ورمي الجمار فإنا لا نصل من علمها إلى أمر يوجب حصرها تحت أعدادها ولم يقع ذلك في موجب اعتقادنا للزومها قال ولئن سلمنا أن هذه المدة محسوبة من أجزاء النبوة لكنه يلحق بها سائر الأوقات التي أوحي إليه فيها منامًا في طول المدة كالرأيا في أحد ودخول مكة فإنه يتلفق من ذلك مده أخرى تزاد في الحساب فتبطل القسمة التي ذكرها وأجيب عن هذا بأن المراد على تقدير الصحة وحي المنام المتتابع فما وقع منه في غضون وحي اليقظة فهو يسير بالنسبة إلى وحي اليقظة فهو مغمور في جانب وحيها وحي اليقظة فلم يعتبر به. فتح الباري ١٢/ ٣٦٤.
(١) قال الحافظ وقد جمع بين الأقوال جماعة أولهم الطبري فقال رواية السبعين عامة في كل رؤيا صادقة من كل مسلم ورواية الأربعين خاصة بالمؤمن الصادق الصالح وأما ما بين ذلك فبالنسبة لأحوال المؤمنين. فتح الباري ١٢/ ٣٦٥. وانظر شرح النووي على مسلم ١٥/ ٢١.
(٢) مالك عن موسي بن ميسرة عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسيى الأشعري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من لعب بالنرد فقد عصى الله) الموطأ ٢/ ٩٥٨ ورواه أبو داود في الأدب (٤٩٣٨) رجاله ثقات إلا أن أبا زرعة وغيره ذكروا أن حديث سعيد بن أبي هند عن أبي موسي مرسل. انظرت ت ٤/ ٩٤.
(٣) النرد اسم عجمي معرب وشير بمعنى حلو. النهاية ٥/ ٣٩.
(٤) مسلم في كتاب الشعر باب تحريم اللعب بالنردشير (٢٢٦٠) من حديث سليمان بن بريدة عن أبيه ورواه البغوي في شرح السنة ١٢/ ٣٨٥.

<<  <   >  >>