للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[باب الدعاء]

(الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ) (١) ولا أحد أحب إليه السؤال من الله تعالى، وقد اختلفت شيوخ الصوفية في الدعاء أفضل أم الذكر المجرد (٢). فمنهم من قال: الذكر المجرد أفضل لقوله تعالى: (مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْألَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِيي السَّائِلِينَ) (٣) وقد قيل في كريم المخلوقين:

إذا أثنى عليك المرء يوماً ... كفاه من تعرُّضه الثناء (٤)

فكيف برب العالمين. قالوا لأن في الدعاء تحكماً بأن يقِول أفعل .. لي وهو الفاعل لما يشاء، وهذا كله معلوم، إلا أنه قد قال تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} (٥). الآية، وقال {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (٦)، وقال ربنا (هَلْ مُنْ دَاعٍ


(١) رواه الترمذي ٥/ ٤٥٦ وقال حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة، والحديث من رواية انس.
أقول: الحديث ضعيف, لأن فيه الوليد بن مسلم، قال عنه الحافظ ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية من التاسعة، مات آخر سنة ١٩٤ أو أول ١٩٥/ع. ت ٢/ ٣٣٦ وانظر ت ت ١١/ ١٥١ كما أن فيه ابن لهيعة عنعنه وهو مدلس، وقد تقدمت ترجمته ص ٤٠٨.
والحديث أورده الشيخ ناصر في ضعيف الجامع الصغير ٣/ ١٥٨ وضعفه وهو كما قال.
(٢) في (م) أيهما أفضل الدعاء أم الذكر المجرد.
(٣) رواه الترمذي وقال حسن غريب، سنن الترمذي ٥/ ١٨٤ وفي شرح المباركفوري ٨/ ٢٤٤ حسن صحيح غريب والظاهر أنه غير صواب لما يأتي. ورواه الدارمي ٢/ ٤٤١ كلاهما عن أبي سعيد الخدري.
أقول: الحديث فيه محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمْداني بالسكون، أبو الحسن الكوفي، نزيل واسط ضعيف من التاسعة. ت ٢/ ١٥٤ وانظر ت ت ٩/ ١٢٠ وقال الذهبي في الميزان ٣/ ٥١٤ بعد نقل ترجمته: ونقل هذا الحديث من روايته، حسّنه الترمذي ولم يحسن. وفيه أيضاً عطية بن سعد بن جُنادة، بضم الجيم بعدها نون خفيفة، العوفي الجدلي الكوفي أبو الحسن، صدوق يخطئ كثيراً، كان شيعياً مدلساً من الثالثة. مات سنة ١١١/ بخ د ت ق ت ٢/ ٢٤. وانظر ت ت ٧/ ٢٢٤، والمجروحين ٢/ ١٧٦.
درجة الحديث: ضعيف.
(٤) البيت لأمية بن أبي الصلت، انظر ديوانه ص ٣٣٤ وذكره ابن عبد البر في التمهيد ٦/ ٤٥.
(٥) سورة البقرة آية ١٨٦.
(٦) سورة غافر آية ٦٠.

<<  <   >  >>