للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبنية أسماء الفاعلين ومسيح من معاني المفعولين، وهما ضدان والله أعلم. فأما صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرجأناها لعظمها، وتركناها لمن يطلبها في شرحِ الحديث، فإنها موعبة فيه ولم يستوعبها أحد كاستيعاب هند بن (١) أبي هالة، وهو جزء مجموع (٢)، فلينظر هنالك أيضاً.

بابُ الفطرة

الفطرة هي أصل الخلقةِ، وابتداء النشأة، لكن يعبر بها عن الدينِ ولها أسماء قد تقدَّمت، والمراد بها ها هنا الخصَال التي يكمل بها المرء حتى يكون على أفضلِ الصفات، فذكرها مالك رضي الله عنه خمساً (٣) وذكرها مسلم عشراً (٤)، ومن جملتها "المضمضة، والاستنشاق، والاستنجاء، والختان"، وكل واحد منهما متأكد في الندب واختلف الناس في المضمَضة والاستنشاق، هل هما واجبَان أم لا. فمن قال: إنهما واجبانِ بناهما على أن الفم والأنفَ في حكم الظَّاهرِ بدليل وجوب غسلهما من النجاسة كظاهر البدن، وبنى علماؤنا على قولِ النبي - صلى الله عليه وسلم - للإعرابي (توضأ كما أمرَك الله) (٥) وعلى أنهما باطنان من


= لها وقيل للبسه المسوح وقيل هو بالعبرانية ما شيخا فعرب المسيح وقيل المسيح الصديق. فتح الباري ٢/ ٣١٨.
(١) هند بن أبي هالة واسمه النباش بنون ثم موحدة ثم معجمة التميمي ربيب النبي - صلى الله عليه وسلم - أمه خديجة بنت خويلد قيل استشهد يوم الجمل مع علي وقيل عاش بعد ذلك. التقريب ص ٥٧٤.
وقال في ت ت هند بن أبي هالة واسم أبي هالة النباش بن زرارة بن النباش التميمي ويقال مالك بن نباش بن زرارة قاله الزبير ورده ابن عبد البر ونسبه ابن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم الأسدي ربيب النبي - صلى الله عليه وسلم - أمه خديجة بنت خويلد روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - صفته وحليته وعنه الحسن والحسين وابن عباس وابنه هند بن هند وفي حديثه من لا يعرف قال الآجري عن أبي داود: أخشي أن يكون موضوعًا وقال ابن عبد البركان هند فصيحًا بليغًا وصف حلية النبي - صلى الله عليه وسلم - فأحسن وأمعن. ت ت ١١/ ٧٢، الإصابة ٦/ ٢٩٤، الكنى للدولابي ٢/ ٩٣.
(٢) ذكره ابن سعد في الطبقات ١/ ٤٢٢.
(٣) الموطأ ٢/ ٩٢١ من حديث أبي هريرة قال: (خمس من الفطرة تقليم الأظفار وقص الشارب رنتف الإبط وحلق العانة والإختتان) ورواه البخاري في كتاب اللباس باب قص الشارب عن أبي هريرة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ٧/ ٢٠٦, ومسلم في الطهارة حديث (٢٥٧).
(٤) مسلم في الطهارة من حديث عائشة رقم (٢٦١).
(٥) أخرجه الترمذي وحسنه الحاكم في المستدرك وصححه نفل ذلك الحافظ في الفتح ١/ ٢٦٢.

<<  <   >  >>