للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب (١) النهي عن دخول المسجد بريح الثوم

ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "مَنْ أَكَلَ ثُوماً أَوْ بَصَلاً أَوْكَرَّاثاً فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا".

وورد الحديث في الصحيح من طريق ابن عمر (٢) وجابر (٣) وأنس (٤) وأبي سعيد (٥) ووقع طرف منه في حديث سلمة بن الأكوع وهو قوله (أصابتنا مخمصة بخيبر) (٦) لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قد كان نهى عن أكل الثوم والبصل فأصابتهم مجاعة بخيبر فوقعوا في زراعة بصل فأكلوها من الجوع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَكَلَ مِنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ فَلَا يَقْرَبْ مَسَاجِدَنَا" (٧) فقال الناس حرمت حرمت، فبلغ ذلك النبيِّ، - صلى الله عليه وسلم -، فقام - صلى الله عليه وسلم -، فخطب الناس فقال: "يَا أيُّهَا النَّاسُ لَيْسَ لِي تَحْرِيمُ مَا أَحَلَّ الله وَلَكِنَّهَا شَجَرَةٌ أَكْرَهُ رِيحَهَا" (٨).

وذكر النبيُّ، - صلى الله عليه وسلم -، في ذلك ثلاثَ علل قوله "يُؤْذِينَا بِرِيحِ الثُّومِ"، وقوله: "فَإِنَّ


(١) هذه الترجمة وضعها مالك في الموطأ ١/ ١٧، ووضع تحتها مرسل سعيد بن المسيّب أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال: "مَنْ أَكَلَ مِنْ هذهِ الشَّجَرَةِ فَلَا يَقْرَب مَسَاجِدَنَا يُؤْذِينَا بِريحِ الثُّومِ" .. وقد وصله مسلم في كتاب المساجد باب نهى من أكل ثوماً أو بصلاً أو كرّاثًا ونحوها، عن ابن المسيب عن أبي هريرة ١/ ٣٩٤، وابن ماجه من نفس الطريق ١/ ٣٢٤.
(٢) مسلم في كتاب المساجد في الباب السابق ١/ ٣٩٤.
(٣) مسلم في كتاب المساجد في الباب السابق ١/ ٣٩٤ - ٣٩٥ بعدة روايات.
(٤) مسلم في كتاب المساجد في الباب السابق ١/ ٣٩٤، والبخاري في الأطعمة باب ما يكره من الثوم والبقول ٧/ ١٠٥.
(٥) مسلم في كتاب المساجد في الباب السابق ١/ ٣٩٥.
(٦) متفق عليه البخاري في عدة مواضع منها في كتاب الأدب باب ما يجوز من الشعر والرجز:٨/ ٤٣، ومسلم في الجهاد والسير باب غزوة خيبر ٣/ ١٤٢٧ قال خرجنا مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، إلى خيبر فتسيّرنا ليلاً فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هنياتك، وكان عامر رجلاً شاعراً فنزل يحدو بالقوم .. فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة ..
(٧) في م مسجدنا وهي رواية أبي هريرة السابقة، وورد في حديث جابر مسجدنا قال الشارح في المسالك ل٢١ روى يحيى وجماعة مساجدنا وروت طائفة مسجدنا، والمعنى واحد ومساجدنا أعم وإن كان الواحد من الجنس في معنى الجماعة.
(٨) هذا جزء من حديث أبي سعيد السابق.

<<  <   >  >>