العلم بتحقيقه ونظرت إلى كل طائفة تناظر وناظرتها بحضرة شيخنا أبي بكر الفهري، رحمه الله، وغيره من مشيخة أهل السنة [العواصم ص ٦١].
[مشاهداته ببيت المقدس]
كان، رحمه الله، مولعاً بحب الاستطلاع، مغرماً بالرغبة في التجول وقد دفعه إلى التجول في كل أنحاء فلسطين.
فهو يصف محرابَ داود بقوله: شاهدت محراب داود، عليه السلام، في بيت المقدس، بناء عظيماً من حجارة صلدة لا تؤثر فيها المعاول، طول الحجر خمسون ذراعاً وعرضه ثلاثة عشر ذراعاً، وكلما قام بناؤه صغرت حجارته، يُرى له ثلاثة أسوار لأنه في السحاب أيام الشتاء كلها لا يظهر لارتفاع موضعه وارتفاعه في نفسه. [الأحكام ص ١٥٩٨].
وشاهد قبر يوسف، عليه السلام، وزاره يقول: شاهدت قبره في قبلة قبور آبائه، إبراهيم وإسحاق وزوجاتهم في قبلة الحرم الذي فيه هذه القبور. زرناه مراراً وذكرنا الله فيه. [العارضة ٤/ ٢٧٤].
وزار مسجد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لما فتح عمر بن الخطاب بيت المقدس .. واتخذ به مسجداً رأيته وصلَّيت فيه ما لا أحصي. [العارضة ٩/ ٤٦، وانظر ١٣/ ٢٧٧].
كما أنه دخل باب حطة وهو الباب الذي أمر بنو إسرائيل بالدخول منه، وهو الباب الثامن من أبواب المسجد، وهو من جهة القبلة معلوم مذكور. قال ابن العربي: دخلته سنة (٤٨٦ هـ) وسجدت وخضعت وقلت: لا إله إلا الله. اللهم أحطط عني ذنبي واغفر لي، وبقيت فيه أعواماً، وكل مرة أكرِّرها وأكثر من الدخول والقول سمعنا وأطعنا والحمد لله رب العالمين. [العارضة ١١/ ٧٨].
ودخل نابلس وسجل لنا عفَّة نسائها بقوله:
ولقد دخلت نابلس، وهي قرية من ترى المنجنيق لإبراهيم عليه السلام، فما رأيت أحسن منه، وسكنته مدة وتردَّدت عليه مرارًا فما وقعت فيه عيني على امرأة نهاراً حتى إذا كان يوم الجمعة امتلأ منهن ثم لا تقع عين عليهن إلا الجمعة الأخرى [القبس ل ٢٨ ب].
[دخوله عسقلان]
دخل مدينة عسقلان وأقام بها ستة أشهر انغمر فيها مع رجال الأدب فهو يقول: خرجت إلى عسقلان متساحلًا ألفيت بها بحْرَ أدبٍ يعبُّ عبابه ويغبِّ ميزابه فأقمت لا أرتوي