للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهي معجزة من ألف معجزةٍ، قيدناها له، ومعجزاته أنواع منها تكثير القليل، وتقليل الكثير والارتفاع في الهوى من الثقيل وإنطاق العجماء، وتغير العالم العلوي بانشقاق القمرِ، وإنشاء السحاب وإرسال المطر واضطراب الشجر، وذلة العزيز، وعزة الذليل، وقبض الأيدي عن الحركات، والألسن عن النطق إلى أن ينتهي في عددها إلى ألفٍ فلتُنظر في مسطورها في كتاب أنوارِ الفجر. حديث: طعام الاثنين (١)، زاد فيه مسلم وطعام الأربعة كافي الثمانية (٢)، واختلف العلماء في تأويله، فمنهم من قال: إن معنَاه أن الرجل لا يجوع على نصف عادته فتحصل له فضيلة المشاركة، ولا يحس بنقص العادة. وقيل إن معناه أن الله تعالى يضعُ من بركته فيه التي لنبيه فيزيدهم حتى تكفيهم وهذا إذا صحت نيتهم فيه وانطلقت ألسنتهم به، فإن قالوا لا يكفينا. قيل لهم النبلاء موكل بالمنطق. حديث: قال جابر بن عبد الله قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أغلقوا البابَ ...) (٣) إلى آخره أما قوله: (فإن الشيطان لا يفتح غلقًا). فإن الله تعالى خلق الشياطين يتصرفون في الهيئات تصرفنا في الحركات، فكما يكونُ الإنسان قائماً وقاعدًا أو ماشياً وجالسًا، ويمنةً ويسرةً، وخلف وقدام، فإن الشيطانَ تارة يكون إنسانًا وتارة يكون ثعبانًا، وتارةً يملأ الأفق وتارةً يكونُ بعوضة، ويلطف حتى لا يحس المرء بمحاربةٍ فيه، لكن هذا التصرف كله إنما هو خلق الله تعالى فيه، فإنه تعالى خالقُ كل شيء هو تعالى يقبضه ويبسطه، فإذا أغلقت البابَ لم


= خمارًا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي وردتني ببعضه ثم أرسلتنى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فذهبت به فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ارسلك أبو طلحة) قال: فقلت: نعم، قال: (للطعام)؟ فقلت: نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن معه: (قوموا) قال: فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرنه فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم، فقالت: الله ورسوله أعلم .. وفي أخر الحديث أكل القوم وشبعوا والقوم سبعون رجلًا أو ثمانون. الموطأ ٢/ ٩٢٧، والبخاري في الأطعمة باب من أكل حتى شبع ٧/ ٨٩، ومسلم في كتاب الأشربة حديث (٢٠٤٠).
(١) الموطأ ٢/ ٩٢٨ من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة) ورواه البخاري في الأطعمة باب طعام الواحد يكفي الاثنين ٧/ ٩٢، ومسلم في الأشربة باب فضيلة المساواة في الطعام القليل. حديث (٢٠٥٨).
(٢) مسلم في الباب السابق حديث (٢٠٥٩) من رواية جابر.
(٣) اغلقوا الباب وأوكوا السقاء وأكفؤوا الإناء واخمروا الإناء وأطفئوا المصباح فإن الشيطان لا يفتح غلقًا ولا يحل وكاء ولا كشف إناء وإن الفويسقة تضرم على الناس بيتهم. الموطأ ٢/ ٩٢٩، ورواه. مسلم في كتاب الأشربة باب الأمر بتغطية الإناء حديث (٢٠١٢).

<<  <   >  >>