للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإنه يكره رَوى أبو داود وغيره أن رجلًا جاء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم - فقال: عليك السلام. فقال: (قل سلام عليك فإن عليك السلام تحية الميت) (١) يشير إلى ما وردت به اللغة من قولهم:

عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ماشاء أن يترحَّما (٢)

وكقولهم:

عليك سلام من أميرٍ وباركت .................................... (٣)

وكان ابن عمر إذا سلم على يهودي أو نصراني يظنه مسلمًا يستقبله (٤) لأنها معاقدة، فإذا انكشف له الغطاء طلب حل العقدِ ولم ير مالك رضي الله عنه ذلك فإن الألفاظ عنده، والعقود إنما ترتبط بالمقاصد والنيات، ولذلك لو حلفَ على زيدٍ أنه في الدار يظنه ولم يكن فيها لم يحنث ويرى أن اليمينَ لغو غير منعقدة لما فاتَ فيها القصد. وأما حديث أبي واقدٍ الليثي (٥) في الثلاثة نفر فإنه كان في غزوة تبوك قال بينا نحنُ في مسير في غزوة تبوك


(١) أبو داود (٥٢٠٩) من حديث أبي تميمة الهُجيمي عن أبي جري الهجيمي قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: عليك السلام يا رسول الله قال: (لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الموتى) ورواه الترمذي (٢٧٢١ و ٢٧٢٢) وقال حسن صحيح وعزاه المنذري للنسائي. تهذيب السنن ٨/ ٧٨، والحاكم في المستدرك ٤/ ١٨٦، وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وعبد الرزاق في المصنف (١٩٤٣٤).
(٢) البيت لعبدة بن الطيب يرثي به قيس بن عاصم الصحابى المشهور انظر الإصابة ٣/ ٢٥٢، والنهاية لابن الأثير ٢/ ٣٣٣، والاستيعاب ٣/ ١٢٩٦، وابن سعد في الطبقات ٧/ ٣٦ وقد تقدم في الطهور للصلاة.
(٣) لفظ البيت: عليك سلام من أمير وباركت. يد الله في ذلك الأديم الممزق. والبيت في الاستيعاب ٣/ ١١٥٨ وقال ابن عبد البر قالت عائشة: إني لأحسب القائل من الجن وأورده ابن الأثير في النهاية ٣/ ٣٩٣ ولم يعزه، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص ١٤٤، وابن سعد في الطبقات ٣/ ٣٧٤ وعزاه الخطابي أبي الشماخ حسب نقل المبارك فوري في تحفة الأحوذي ٧/ ٥٠٧، وانظر شرح السنة ٥/ ٤٧٠ والبيان والتبيين للجاحظ ٣/ ٣٦٤.
(٤) روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن عمر سلم على يهودي لم يعرفه فأخبر فرجع فقال: رد علي سلامي، فقال: قد فعلت. المصنف (١٩٤٥٨).
(٥) حديث أبي واقد الليثي رواه مالك في الموطأ ٢/ ٩٦٠ ولفظه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل نفر ثلاثة فأقبل اثنان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وذهب واحد فلما وقفا على مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلما فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهبًا فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ألا أخبركم عن النفر الثلاثة أما أحدهم قأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه).
وأخرجه البخاري في كتاب العلم باب من قعد حيث ينتهي به المجلس ١/ ٢٦، ومسلم في كتاب السلام باب=

<<  <   >  >>