للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنه فيه القول لأجل تخليط الأوائل فيه حتى قالوا أنه اصطكاك الأجرام، وهو قول يخرق الاحترام ويوجب الاجترام وقد بينا فساده في موضعهِ وهذا أبين من الإطناب فيه فإنه دعوى في أمرٍ غالب لا يدلّ عليه دليل عقلي ولا شرعي ومن ادعَاهُ فطالبوه بذكره (١) فأنه يفتضحُ في خرقهِ، وإنما بناه مالك رضي الله عنه لأجل أن الناس يؤثرون فيه عن النبي- صلى الله عليه وسلم - أشياء لا أحل لها أمثلها حديث يرويه شتير بن نهار (٢) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال ربكم عز وجل: لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطرَ بالليل، ولأطبعت عليهم الشمس بالنهار ولم أسمعهُم صوتَ الرعد) (٣) تفرَّد به محمَّد بن واسع (٤) عن شتير بن مشكلٍ (٥) أخبرناه ولهذا قال عَبدُ الله بن الزبير فيما رواه في الموطأ عن عامرٍ بن عبد الله بن الزبير عن أبيهِ أنه كان إذا سمعَ صوت الرعد ترك الحديث وقال: (سبحان الذي يسبحُ الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثَم يقول إن هذا لوعيد لأهل الأرض شديد) (٦) وفي رواية أخرى بإسناده عن أبي هريرة أن النبي- صلى الله عليه وسلم - كان إذا سمعَ صوتَ الرعد قال: (اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك، وعَافنا قبل ذلك) (٧)، وفي رواية أخرى (٨) عنه أن النبي- صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا سمعه: (سبحان من يسبح الرعد بحمده) (٩) وعن الصحابة


(١) في ك تذكرة.
(٢) قال الذهبي في الكاشف: شتير بن نهار العبدي عن أبي هريرة وعنه محمَّد بن واسع وقيل شميرة. الكاشف ٢/ ٥كذا قال الحافظ وقال عن أبي هريرة حديث حسن الظن من العبادة وعنه محمَّد بن واسع فيما قاله حماد بن سلمة وقال غيره عن محمَّد بن واسع عن شمير بن نهار قال البخاري: قال لي محمَّد بن بشار عن ابن مهدي: ليس أحد يقول شتير إلا حماد بن سلمة، قال أبو نضرة: كان من أوائل من قصّ في هذا المسجد. ت ت ٤/ ٣١٢.
(٣) رواه الإِمام أحمد في المسند ٢/ ٣٥٩، والحكم في المستدرك ٢/ ٣٤٩، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي بل واه.
(٤) محمَّد بن واسع بن جابر بن الأخنس الأزدي أبو بكر أو أبو عبد الله البصري ثقة عابد كثير المناقب مات سنة ثلاث وعشرين ومائه. العقريب ص ٥١١، وانظر ت ت ٩/ ٤٩٩.
(٥) لم أجد من نسبه إلى مشكل.
(٦) الموطأ ٢/ ٩٩٢ وكذلك البخاري في الأدب المقرد (٧٢٣)، وقال محققه: قال في شرح فضل الصمد أخرجه مالك موقوفًا وصحح النووي إسناده الأدب المفرد ص ٢٥٢.
(٧) ذكره ابن جرير بلفظ: بلغنا أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سمع صوت الرعد الشديد قال: (اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك) تفسير ابن جرير ١٦/ ٣٨٨.
(٨) في ك زيادة في رواية أخرى بإسناد غير أبي هريرة ولعل ذلك هو الصواب.
(٩) رواه ابن جرير من طريق إسرائيل عن أبيه عن رجل عن أبي هريرة رفع الحديث إنه كان إذ سمع الرعد قال:=

<<  <   >  >>