للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليك سلام من أمير وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق (١)

وكقوله.

عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحما (٢)

وقيل هو منسوخ بهذا الحديث وهذا أصح منه، وقوله: دار قوم مؤمنين، كنّى بالدار عن العمرة لها وذلك كثير في فصاحة العرب فتعبر بالمنزل عن أهله، وقوله مؤمنين فحكم لهم بالإيمان إما لما علم من حالهم وكشف له من غيبهم، وإما بظاهر الحال الذي فارقوه عليها والحكم بظاهر الحال في الإيمان واجب من موت في شهادة أو تكلم بكلمة التوحيد عند المنية ولذلك قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ" (٣) وقوله: وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. قال قوم: معناه إذا شاء الله وليتهم لم يخلقوا ولم يقولوا ذلك ولا تكلموا به، وقيل تأدب النبيُّ، - صلى الله عليه وسلم -، بأداب الله عَزَّ وَجَلَّ حين قال له: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ** إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (٤) فاستعمل الأدب حتى في الواجب الذي لا بد منه وقيل معناه، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون (في هذه البقعة يعني المدينة (٥) وقيل إنا إن شاء الله


= أبي داود: ٨/ ٧٨، "الحاكم في المستدرك: ٤/ ١٨٦ وقال: صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه ووافقه الذهبي.
درجة الحديث. صححه الترمذي والحاكم والذهبي.
(١) ذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب: ٣/ ١١٥٨ وقال: قالت عائشة. إِنّي لأحسب القائلَ من الجنّ، وأورده ابن الأثير في النهاية ولم يعزه: ٢/ ٣٩٣ والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص ١٤٤، وابن سعد في الطبقات: ٣/ ٣٧٤ وعزاه الخطابي إلى الشماخ حسب ما نقل مبارك فوري في تحفه الأحوزي: ٧/ ٥٠٧، وانظر البيان والتبين للجاحظ: ٣/ ٣٦٤، وشرح السنة، ٥/ ٤٧٠.
(٢) البيت لعبدة بن الطيب يرثى به قيم بن عاصم، الصحابي المشهور، انظر الإصابة: ٣/ ٢٥٢، وأورده ابن الأثير في النهاية: ٢/ ٣٣٣، وابن عبد البر في الاستيعاب: ٣/ ١٢٩٦، وابن حجر في الإصابة: ٢/ ٢٤٢ وابن سعد في الطبقات: ٧/ ٣٦.
(٣) البخاري في الجنائز، باب الصلاة على الشهيد: ٢/ ١١٤ من حديث جابر عبد الله، رضي الله عنهما، قال. كان النبيُّ، - صلى الله عليه وسلم -، يجمع بين الرجلين، في قتلى أُحد، في ثوب واحد ثم يقول: أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال .. وأبو داود: ٣/ ١٩٦، والترمذي: ٣/ ٣٥٤، والنسائي: ٤/ ٦٢، وابن ماجه: ١/ ٤٨٥.
(٤) سورة الكهف، آية ٢٣ - ٢٤.
(٥) زيادة من "ك" و"م".

<<  <   >  >>