للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

................. للجة (١) وكنت بجامع الخليفة (٢) إذ قال الإِمام يوم الجمعة ولا الضالين يجهر الناس بآمين حتى نقول انقض المسجد والصحيح عندي أنه يسر بها الإِمام، وبذلك يجتمع الحديثان وقوله: "وَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ آمِينَ" كان يحتمل أن يريد به الحاضرين للصلاة المشاهدين لها إلا أنه قال في الحديث "وَقالَتِ الْمَلَائِكَةُ في السَّمَاءِ آمينَ" (٣). ووجه الجمع بينهما أن الملائكة الحاضرين تقولها ويقولها من فوقهم حتى تنتهي إلى ملائكة السماء فإنهم صافّون بعضهم فوق بعض درجات إلى العرش (٤)، على ما ورد في الأثر وفي معنى موافقة تأمين الخلق.

تأمين الملائكة خمسة أقوال:

الأول: الموافقة في الابتداء وهي النية والإخلاص فلا قبول إلا بهما.

الثاني: الموافقة في الفائدة وهي الإجابة والمعنى من استجيب له، كما يستجاب للملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.

الثالث: من وافقه في الوقت حتى يتواردوا عليه جميعاً فتعمّ الناس البركة الكائنة من


(١) البخاري كتاب صفة الصلاة باب جهر الإِمام بالتأمين ١/ ١٩٨ وقال البخاري وقال عطاء: آمين دعاء أمَّنَ ابن الزبير ومن وراءه حتى أن للمسجد للجة، معلقاً وقد وصله عبد الرزاق في المصنف ٢/ ٩٦ - ٩٧ عن ابن جريج عن عطاء قال: قلت له: أكان ابن الزبير يؤمن على إثر أُمِّ القرآن؟ قال: نعم ويؤمن من وراءه حتى إن للمسجد للجة ثم قال: إنما آمين دعاء، وأخرجه من نفس الطريق البيهقي في السنن الكبرى ٢/ ٥٩.
درجة الحديث: قال النووي: تعليق البخاري إذا كان بصيغة الجزم كان صحيحاً عنده وعند غيره، المجموع ٣/ ٣٧٠ وقد ذكر ذلك بعد سياقته لهذا الأثر.
(٢) جامع الخليفة هو الإِمام المهدي، وقد بناه في أوائل خلافته سنة ١٥٩ هـ. انظر تاريخ مساجد بغداد وآثارها لمحمود شكري الألوسي ص ٣٩، ومساجد بغداد الحديثة ليونس إبراهيم السامرائي ص ١٥٩، والمساجد للدكتور حسين مؤنس ص ٢٠١.
(٣) متفق عليه البخاري في صفة الصلاة باب فضل التأمين ١/ ١٩٨، ومسلم في كتاب الصلاة باب التسميع والتحميد والتأمين ١/ ٣٠٧، والموطأ ١/ ٨٨، والنسائي ٢/ ١٤٤ - ١٤٥، والبغوي في شرح السنة ٣/ ٦٢، وأحمد. انظر الفتح الرباني ٣/ ٢٠٤، من زوائد عبد الله على أبيه كلهم عن أبي هُرَيْرَة.
(٤) روى عبد الرزاق عن معمر قال: حدثني من سمع عكرمة قال: صفوف أهل الأرض على صفوف أهل السماء فإذا وافق آمين في الأرض آمين في السماء غفر للعبد. مصنف عبد الرزاق ٢/ ٩٨، وقال الحافظ في الفتح: ومثله لا يقال بالرأي فالمصير إليه أولى. فتح الباري ٢/ ٢٦٥.
درجة الحديث: ضعيف لجهالة من حدث معمراً والله أعلم.

<<  <   >  >>