للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْجَلْسَةَ الْوُسْطَى فَإِنْ تَذَكَّرِ قَبْلَ أن يَسْتَويَ قَائِماً فَلْيَتَمادى. ولا يرجع) (١).

وروي عن ابن شهاب أنه قال: "كَانَ آخِرُ الَأمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ الله، - صلى الله عليه وسلم -،الْسُّجُودَ لِلسّهْو قَبْلَ السّلاَمِ" (٢)، وأخذ به الشافعي في كل حال (٣). وقد قال (ح): السجود للسهو كله بعد السلام لأنه إن سجد قبل السلام لم يأمن أن يعتريه بعد ذلك السهو (٤). ونظر مالك، رضي الله عنه، بصادق بصيرته إلى اختلاف الحالين، وهي الزيادة والنقصان، فجعلهما نازلتين وأقرّ كل واحد منهما في نصابها، والذي مال إليه (ش) لا يشبه مرتبته في الأصول لأن حديث عبد الله بن بحينة إن كان آخر الأحاديث فلا يجوز أن يكون ناسخاً لما


(١) أبو داود ١/ ٦٢٩، وابن ماجه ١/ ٣٨١، وأحمد. انظر الفتح الرباني ٢/ ١٥٤ والدارقطني ١/ ٣٧٨ - ٣٧٩، والبيهقي في السنن الكبرى ٢/ ٣٤٣، كلهم من طريق جابر الجعفي عن المغيرة بن شبل الأحمسي عن قيس ابن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة أقول: كل الطرق المتقدمة فيها جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي، أبو عبد الله، الكوفي ضعيف رافضي من الخامسة، مات سنة ١٢٧، وقيل ١٣٢/ د ت ق ت ١/ ١٢٣، وقال في ت ت: قال أبو حنيفة: ما لقيت، فيمن لقيت، أكذب من جابر الجعفي ما آتيه بشيء من رأي إلا جاء فيه بأثر. وقال النسائي: متروك الحديث، ومرة قال: ليس بثقة، وقال ابن عدي: عامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة ومع هذا إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق ت ت ٤/ ٢٤٦، وانظر الكامل ٢/ ٥٣٧، الضعفاء للعقيلي ١/ ١٩١، وقال الذهبي: هو من أكبر علماء الشيعة وثقه شعبة فشذّ وتركه الحفاظ. الكاشف ١/ ٧٧ والمجروحين لابن حبان ١/ ٢٠٨، والمغني ١/ ١٢٦، وقد تابع جابراً إِبراهيم بن طهمان وقيس بن الربيع عند الطحاوي في شرح معاني الآثار. ١/ ٤٤٠ أما إبراهيم فقد قال عنه الحافظ: ثقة يغرب تكلم فيه بالإرجاء ويقال رجع عنه ت ١/ ٣٦، ت ت ١/ ١٢٩، والكاشف ١/ ٨٢. وأما قيس بن الربيع فصدوق تغيّر لما كبر، أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدّث به ت ٢/ ١٢٨، وت ت ٨/ ٣٩١، الكاشف ٢/ ٥٢٦.
والحديث ضعيف ولكن صححه الشيخ ناصر بالمتابعة المتقدمة. انظر تعليقه على المشكاة ١/ ٣٢٢.
(٢) رواه البيهقي في السنن الكبرى ٢/ ٣٤١ وعزاه للشافعي في القديم عن مطرف بن مازن عن معمر عن الزهري وقال: وذكره أيضاً في رواية حرملة، قال البيهقي: إلا أن قول الزهري منقطع لم يسنده إلى أحد من الصحابة، ومطرف بن مازن غير قوي.
أقول: مطرف بن مازن، الذي أشار إليه البيهقي، قال فيه يحيى بن معين: كذّاب، ومرة: ضعيف. الضعفاء للعقيلي ٤/ ٢١٦، وقال ابن عدي: مطرف بن مازن الصنعاني يُكنى أبا أيوب مات بمنبج وكان قاضي صنعاء. عن ابن معين قال: قال لي هشام بن يوسف: وسألته عن مطرف بن مازن فقال: هو والله كذّاب، وكذا قال يحيى بن معين، وقال النسائي: ليس بثقة. ثم قال: ولمطرف أحاديث أفراد ينفرد بها عمن يرويها عنه ولم أرَ فيما يرويه متناً منكراً. الكامل ٦/ ٢٣٧٣، لسان الميزان ٦/ ٤٧، الميزان ٤/ ١٢٥.
درجة الحديث: ضعيف لانقطاعه ولضعف مازن.
(٣) انظر الروضة ١/ ٣١٥ وشرح النووي على مسلم ٥/ ٥٦.
(٤) انظر شرح فتح القدير لابن الهمام ١/ ٣٥٥.

<<  <   >  >>