للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحسين القدوري (١)، رئيس الحنفية في وقته، قول النبي، - صلى الله عليه وسلم -: "غُسْل يَومِ الْجُمُعَةِ وَاجِبُ عَلَى كُلِّ محْتَلِمٍ" يعني ساقطًا، فيحتمل أن يكون يسقط سقوط الفرائض ويحتمل أن يسقط سقوط السنن فلا يكون له في الحديث متعلق (٢).

الوجه الثاني: روى النسائي وأبو داود عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -. "أَنَّهُ قَالَ. مَنْ تَوَضَّأَ يومَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ رَاحَ فبهَا وَنَعُمَتْ وَمَنْ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ أَفْضل" (٣) وهذا نص.

الوجه الثالث: روى مسلم عن أبي هرَيْرَةَ عن النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، قال: "مَن تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ رَاحَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغِ غُفِر له" (٤) وهذا نص آخر.


= الحنفية في زمانه ينعت بقاضي القضاة، ولد بدامغان وتفقه بها وبنيسابور ثم ببغداد سنة ٤١٨ هـ، وولي القضاء بها سنة ٤٤٧ هـ وبقى في القضاء نحو ثلاتين سنة.
الجواهر المضيئة ٢/ ٩٦، اللباب ١/ ٤٠٦، معجم البلدان ٤/ ٢٧، الوافي ٤/ ١٣٩، طبقات الحنفية ص ١٨٢.
(١) القدوري ٣٦٢ - ٤٢٨ هـ.
أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر، أبو الحسين، القدوري. فقيه حنفي ولد ومات في بغداد، انتهت إليه رياسة الحنفية بالعراق. الأعلام ١/ ٢١٢، وفيات الأعيان ١/ ٢١، والجواهر المضيئة ١/ ٩٣، والنجوم الزاهرة ٥/ ٢٤.
(٢) راجعت متن القدوري وشرحه ولم أجد هذا القول ولعلّه كان فتوى له شفوية. انظر شرح فتح القدير ٢/ ٤٩.
(٣) رواه أبو داود ١/ ٩٧، والترمذي ٢/ ٣٦٩، وقال: حديث حسن، والنسائي ٣/ ٩٤، وأحمد. انظر الفتح الرباني ٦/ ٥٠ كلهم من رواية الحسن البصري عن سمرة وهو مدلس ولم يصرح بسماعه من سمرة، ورواه الشافعي في الرسالة ص ٣٠٥، وابن خزيمة أيضًا ٣/ ١٢٨.
قال الحافظ في الفتح ٢/ ٣٦٢: ولهذا الحديث طرق أشهرها وأقواها رواية الحسن عن سمرة، أخرجها أصحاب السنن وابن خزيمة وابن حبان وله علتان إحداهما من عنعنة الحسن والأخرى أنه اختلف عليه فيه.
درجة الحديث: حسّنه الترمذي، كما تقدم، وقوّاه الشيخ ناصر بشواهده الكثيرة، انظر تعليقه على المشكلة ١/ ١٦٨، كما حسّنه الأعظمي في تعليقه على ابن خزيمة ٣/ ١٢٨، وقال الشوكاني قال في الإِمام: من يحمل رواية الحسن عن سمرة على الاتصال يصحح هذا الحديث، وهو مذهب علي ابن المديني كما نقله عنه البخاري والترمذي والحاكم وغيرهم، وقيل لم يسمع منه إلا حديث العقيقة وهو قول البزار وغيره، وقيل لم يسمع منه شيئًا وإنما حدَّث من كتابه. نيل الأوطار ١/ ٢٩٥.
(٤) مسلم كتاب الجمعة باب فضل من استمع وانصت في الخطبة ٢/ ٥٨٧، وأبو داود ١/ ٢٧٦، والترمذي ٢/ ٣٧١، وقال: حسن صحيح، وأحمد. انظر الفتح الرباني ٦/ ٥٣.

<<  <   >  >>