للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثل هذا الحديث لا ينبغي أن يُلتفت إليه في العبادة، ثم نزل أبو محمَّد إلى درجة النظر فليته اختار قوله وسلم ولكنه اختار وارحم، وخفي عليه أن قوله: وارحم معنى قوله صلِّ لأن صلاة الله تعالى رحمة. فحذارِ أن يقولها أحد وليقتدِ بالمعلم الأكبر محمَّد - صلى الله عليه وسلم -.

أما إنه قد اختلفت الرواية في لفظ الحديث على ثلاثة أوجه:

أحدها: اللهم صل على محمَّد وعلى آل محمَّد كما صليت على إِبراهيم وبارك علي محمَّد وعلى آل محمد كما باركت على إِبراهيم (١).

الثاني: أنه روي: كما باركت على إِبراهيم وعلى آل إِبراهيم (٢).

الثالث: أنه روي بدل قوله: وآل محمَّد وأزواجه وذريته (٣).

وقد اختلف في الآل هل هم أهل بيته (٤)، أو أمته (٥)، والصحيح أنهم أمته وقد بيَّناه


رواه ابن ماجه عن ابن مسعود من قوله قال قولوا: (الْلَّهْمَ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى سَيِّدِ المْرسليِنَ وإِمَام الْمُتقينَ وَخَاتَمِ النبِيِّينَ مُحَمَّدِ عَبْدُكَ وَرَسُولِكَ ..) ابن ماجه ١/ ٢٩٣. وقال السندي في حاشيته على ابن ماجه ١/ ٢٩٣ قال في الزاوئد: رجاله ثقات إلا أن المسعودي اختلط بآخر عمره ولم يتميز حديثه الأول من الآخر فاستحق الترك كما قاله ابن حبان.
درجة الحديث: ضعيف , كما قال الشارح وبعده ابن حجر.
(١) ورد ذلك من طريق محمد بن عبد الله بن زيد أنه أخبره عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال: أنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير ابن سعد .. رواه مسلم في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ١/ ٣٠٥ الموطّأ ١/ ١٦٥، ١٦٦، والبغوي في شرح السنة ٣/ ١٩٢.
(٢) ورد ذلك من حديث كعب بن عجرة تقدم تخريجه.
(٣) متفق عليه من حديث أبي حميد الساعدي. البخاري في الدعوات باب هل يُصلِّى على غير النبي، - صلى الله عليه وسلم -٨/ ٩٦، ومسلم في الصلاة باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، بعد التشهد ١/ ٣٠٦، ومالك في الموطّأ ١/ ١٦٥والبغوي في شرح السنة ٣/ ١٩١.
(٤) قال الحافظ: المراد بالآل في التشهد الأزواج ومن حرمت عليهم الصدقة ويدخل فيهم الذرية، فبذلك يجمع بين الأحاديث. وقد أطلق على أزواجه - صلى الله عليه وسلم -، آل محمَّد في حديث عائشة (مَا شَبعَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ خُبْزٍ وأدَمٍ ثَلَاثاً) وفي حديث أبي هُرَيْرَة: الْلَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَدٍ قُوتَاً، وكأن الأزواج أُفردوا بالذكر تنويهًا بهم، وكذا الذرية.
وقيل المراد بالآل جميع الأمة، أمة الإجابة. وقال: قال ابن العربي مال إلى ذلك مالك، واختاره الأزهري، وحكاه أبو الطيب الطبري عن بعض الشافعية، ورجَّحه النووي في شرح مسلم، وقيَّده القاضي حسين والراغب بالأتقياء منهم ويؤيده قوله تعالى {إِنْ اولِيَاؤهُ إلا الْمُتَّقُونَ} فتح الباري ١١/ ١٦٠.
وقال النووي: آل النبي - صلي الله عليه وسلم -، المأمور بالصلاة عليهم وفيهم ثلاثة أوجه لأصحابنا الصحيح في المذهب أنهم بنو هاشم وبنو المطلب، وهو الذي نص عليه الشافعي في حرملة، ونقله الأزهري والبيهقي وقطع به جمهور الأصحاب. المجموع ٣/ ٤٦٦.
(٥) في (م) أم هم، وفي (ك) أم أمته.

<<  <   >  >>