للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ) (١).

الثاني: بالموازنة توضع صحائف الحسنات في كفة الحسنات، وتوضع صحائف السيئات في كفة السيئات، ثم يخلق الله تعالى فيها الثقل (بحسب) (٢) ما يعلم من إخلاص (العبد) (٣) بالطاعة وإصراره على المعصية وندمه على الذنب أو جرأته وحرصه على الخير أو كسله (٤).

والثالث: إذا دخل النار يأخذ منه بها ما شاء من الاقتصاص، وما يغفره أكثر مما يأخذه. و (٥) إما أن تكون هذه الأذكار عائدة لفضل الله تعالى فتلحقه بالقسم الأول، وإما بالموازنة، وإما بالشفاعة حديث أبي الدرداء جعل فيه ذكر الله أفضل من الجهاد (٦).


(١) البخاري في المظالم باب قول الله تعالى: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} ٣/ ١٦٨ وانظر جواهر البخاري ص ٢٧٣/ - ٢٧٤، وأحمد في المسند ٢/ ٧٤ و ١٠٥ كلهم من حديث ابن عمر.
(٢) ليست في (م) ولا (ك).
(٣) في (م) صاحبها.
(٤) يدل لقول الشارح هذا حديث عبد الله بن عمرو الذي رواه الإمام أحمد في المسند ٢/ ٢٢١ - ٢٢٢ قال: (قَالَ رَسُولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -: تُوضَعُ الْمَوَازِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ فَيُوضَعُ في كَفَّةٍ فَيوضَع مَا أحْصِيَ عَلَيْهِ فَيَتَمَايَلُ الْمِيزَانُ قَالَ: فَيُبْعَث بِهِ إلَى النَّارِ، فَإذَا أُدْبِرَ بِهِ إِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ مِنْ عَنْدِ الْرَّحْمنِ يَقولُ لاَ تَعْجِلُوا فَإنَّهُ قَدْ بَقِيَ لَه، فَيُؤْتَى بِبِطَاقَةٍ فيهَا {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} فَتُوضَعُ مَعَ الرَّجُلِ في كَفَّةٍ حَتَّى يَمِيلَ بِهِ الْمِيزَانُ) وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/ ٨٢، وقال: وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن.
أقول: الحديث فيه عبد الله بن لهيعة صدوق من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية عبد الله بن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرها، وله في مسلم بعض شيء مقرون. مات سنة ١٧٤ هـ وقد ناف على الثمانين/ م د ت ق. ت ١/ ٤٤٤ وقال في ت ت: قال أبو داود عن أحمد، ومن كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه واتقانه ت ت ٥/ ٣٧٣.
درجة الحديث: قال فيه الهيثمي فيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد ١٠/ ٨٢ وذلك الأَوْلى عندي لأن ابن لهيعة وإن كان مدلِّساً فقد صرح هنا بالتحديث فالحديث حسن.
(٥) في (م) فاما.
(٦) الموطأ ١/ ٢١١ مالك عن زياد بن أبي زياد أنه قال: قال أبو الدرداء: ألا أخبركم بخير أعمالكم.
أقول الحديث ورد موقوفاً ومنقطعاً في الموطأ وأخرجه الترمذي عن زياد بن أبي بحرية عبد الله بن قيس عن أبي الدرداء مرفوعاً. الترمذي ٥/ ٤٥٨ وقال غريب إنما نعرفه من حديث دراج وابن ماجه ٢/ ١٢٤٥، والحاكم في المستدرك ١/ ٤٩٦ من طريق زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش وأبي بحيرة عن أبي الدرداء وقال الحاكم صحيح الإسناد ووافقه الذهبي ووقع عند الحاكم عن زياد بن أبي زياد وأبي بحيرة والظاهر أن الوار في رواية الحاكم سهو من النساخ بدل لفظه عن كما يدل عليه رواية الترمذي ولأن زياد لم يرو عن أبي الدرداء لأن =

<<  <   >  >>