كتاب القبس في شرح موطأ مالك بن أنس

حقيقة اعتقادية - فقه - ص: 439

خفي على المهاجرين حين قالوا لأسماء ابنة عميس، وقد غسَّلت أبا بكر زوجها: لَا غُسْلَ عَلَيْكِ (١)، ولهذا ردَّ مالك، رضي الله عنه، هذا الحديث ونعْم ما اعتمد في الرد؛ لأن الحديث إذا تركه الخلفاء والمهاجرون يكون ذلك غمزاً أبيه فكيف بالضعيف؟ وكما تغسل المرأة زوجها فكذلك يغسل الزوج زوجته، وقال (ح) لا (٢) يغسلها، وقد قالت عائشة، رضي الله عنها: لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غَسَّلَ رُسُولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -، إلَّا نِسَاؤُهُ (٣).

فإن قيل نكاح النبي، - صلى الله عليه وسلم -، لا ينقطع بالموت لقول الله عَزَّ وَجَلَّ {وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا}

---

= أبي حاتم عن أبيه الصواب عن أبي هريرة موقوف. فتح الباري ٣/ ٣٢٧، ونقل الشوكاني عن الحافظ قوله: وهو لكثرة طرقه أسوأ أحواله أن يكون حسناً، نيل الأوطار ١/ ٢٩٨، وقال الذهبي: ليس فيمن غسّل ميتاً فليغتسل حديث ثابت. نقلاً عن أوجز المسالك ٤/ ٢٠١.
درجة الحديث: عندي أنه ضعيف.
(١) الموطّأ ١/ ٢٢٣ مَالِكٌ عَنْ عبد الله بْنِ أبِي بَكْر أن أسمَاءَ بِنْتَ عُمَيْس غَسَّلَت أبَا بَكْرٍ الصِّدِّيق حِين توُفّي .. ورواه عبد الرزاق من نفس الطريق المصنف ٣/ ٤١٠، ورواه البيهقي في السنن الكبرى ٣/ ٣٩٧ من طريق محمَّد بن عمرو الواقدي عن محمَّد بن عبد الله بن أخي الزهري عن الزهري عن عروة عن عائشة وقال: وهذا الحديث الموصول وإن كان راويه محمَّد بن عمرو الواقدي، صاحب التاريخ والمغازي، فليس بالقوي، وله شاهد مرسل عن ابن أي مليكة وعن عطاءِ بن أبي رباح عن سعد بن إبراهيم أنَّ أسْمَاءَ بِنتَ عُمَيسٍ غسّلتْ زَوْجَهَا أبَا بكرٍ، رَضِيَ الله عنه.
قلت: الشاهد الذي أشار إليه في المصنف لعبد الرزاق ٣/ ٤٠٨، أقول الرواية الموصولة فيها محمَّد بن عمرو بن واقد الواقدي المدني القاضي نزيل بغداد، متروك مع سعة علمه من التاسعة مات سنة ٢٠٧ وله ٨٠ سنة/ ق ت ٢/ ١٩٤، وقال في ت ت: قال البخاري: متروك الحديث تركه أحمد وابن المبارك وابن نمير وإسماعيل بن زكريا، ومرة قال كذَّبه أحمد، وقال النسائي: الكذّابون أربعة الواقدي بالمدينة، ومقاتل بخراسان، ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام، وذكر الرابع ت ت ٩/ ٣٦٣، وانظر الكاشف ٣/ ٨٢، والكامل ٦/ ٢٢٤٥، المغني في الضعفاء ٢/ ٦١٩، الضعفاء والمتروكون للنسائى ص ٩٣.
كما أن شيخ الواقدي هنا هو: محمَّد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري المدنى ابن الزهري، صدوق له أوهام من السابعة. مات سنة ١٥٢ وقيل بعدها/ع. ت ٢/ ٨٠، وانظر ت ت ٩/ ٢٧٨.
درجة الحديث: الموصول منه ضعيف. أما المرسل فقد نقل الكاندهلوي عن النيموي قوله: هذا الحديث مرسل قوي. أوجز المسالك ٤/ ١٩٩، وحسَّنه عبد القادر الأرناؤوطي في تعليقه على جامع الأصول ٧/ ٣٣٨.
(٢) انظر شرح فتح القدير لابن الهمام ٢/ ٤٥١، والمسوي للدهلوي ١/ ٢٣٨.
(٣) انظر التخريج في التعليق الثاني ٤٣٨.