للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويوم الجمعة. وثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (لَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ وَلَا لَيْله بِقِيَامٍ) (١) وَيوْم السبْتِ، روى الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، نهى عن صومه، وقال: إِنْ لَمْ يَجِدْ أحَدُكمْ إلَّا لَحَا شَجَرَةٍ فَلْيَمْضَغْهُ (٢). ويوم الشك:. روى عمار بن ياسر وغيره، واللفظ لعمار، قال: (مَنْ صَامَ يَوْمَ الشَّكِّ فَقَدْ عَصَى أبَا الْقَاسِمِ) (٣) واختلف الناس في النهي عن صوم يوم العيد، فقال عامة العلماء إنها شريعة غير معلّلة. وقال (ح): إن النهي معلّل بعلة وهي أن الناس أضياف الله أذن لهم في الأكل عنده يوم الفطر ومن قربانهم يوم النحر فصار النهي لمعنى (٤)، وخالف بهذا النهي عن الليل إذ صار النهي فيه لغير معنى، وهذا إنما أرادوا أن يركَّبوا عليه مسألة، وهي من نذر أن يصوم يوم العيد، فقال علماؤنا النذر باطل، وقال (ح) يلزمه النذر ويقضي لأن النبي ليس لمعنى في المنهي عنه (٥)، وهذا


= وتابعه إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب وصله الشافعي، قال: أخبرني إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة في الْمُتَمَتِّعِ إذا لَمْ يَجِدْ هَدْياً لَمْ يَصُمْ قَبْلَ عَرَفَةَ فلْيَصُمْ أَيَّامَ مِنىً، قال: وعن سالم عن أبيه مثله، ووصله الطحاوي من وجه آخر عن ابن شهاب بالإسنادين بلفظ: إنهما كانا يرخصان للمتمتع، فذكر مثله. لكن قال أيام التشريق، وهذا يرجح كونه موقوفاً لنسبة الترخيص إليهما؛ فإنه يقوي أحد الاحتمالين في رواية عبد الله بن عيسى عن الزهري، قال فيها لم يرخص وأبهم الفاعل، فاحتمل أن يكون مرادهما من له الشرع فيكون مرفوعاً، أو من له مقام الفتوى في الجملة فيحتمل الوقف، وقد صرح يحيى بن سلام بنسبة ذلك إلى النبي، - صلى الله عليه وسلم -، وإبراهيم بن سعد بنسبة ذلك إلى ابن عمر وعائشة، ويحيى ضعيف، وإبراهيم من الحفّاظ فكانت روايته أرجح، ويقويه رواية مالك، وهو من حفّاظ أصحاب الزهري فإنه مجزوم عنه بكونه موقوفاً. وقال النووي: أحاديث ابن عمر وعائشة في صوم المتمتع صحيحة. المجموع ٦/ ٤٤٢.
(١) مسلم في الصوم باب كراهية صيام يوم الجمعة منفرداً ٢/ ٨٠١، وشرح السنة ٦/ ٣٦٠ كلاهما عن أبي هُرَيْرة.
(٢) الترمذي ٣/ ١٢٠ وقال حديث حسن، وأبو داود ٢/ ٨٠٥، وابن خزيمة ٣/ ٣١٧، وابن حبان انظر موارد الظمآن ص ٢٣٤، والحاكم في المستدرك ١/ ٤٣٥ وقال صحيح على شرح البخاري ولم يخرجاه، والبغوي في شرح السنة ٦/ ٣٦١ وأحمد ٦/ ٣٦٨ كلهم عن عَبْدِ الله بْنِ بِسْرٍ السَّلَمِيِّ عَنِ اخْتِهِ الصَّمَّاءِ أَنَّ النَّبيِّ، - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ .. " والحديث ضعفه الشارح، كما سيأتي، ولعله نظر إلى اضطرابه، إلا أن الشيخ ناصر رجَّح أن هذا الاضطراب يقدح في الحديث .. انظر إرواء الغلل ٤/ ١١٨ - ١٢٢، وقال النووي صحّحه الأئمة المجموع ٦/ ٤٣٩، وقال الحافظ صحّحه ابن السكن انظر تلخيص الحبير ٢/ ٢٢٩، كما صحّحه الحاكم والذهبي ومصطفى الأعظمي في تعليقه على ابن خزيمة. وقوى إسناده شعيب الأرناؤوطي في تعليقه على شرح السنة ٦/ ٣٦١.
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) انظر شرح فتح القدير لابن الهمام ٢/ ٥٥ - ٥٦ وعمدة القارئ ١١/ ١١٤.
(٥) انظر شرح فتح القدير ٢/ ١٠١.

<<  <   >  >>