للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبي هريرة أنّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال: (مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدَّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ) (١) خرّجه القشيري.

وأما تحصيل الغنيمة فهي خصيصة هذه الأمة، قال - صلى الله عليه وسلم -: (فُضَّلْنَا عَلَى النَاسِ بِسِتٍّ فقال: وأُحلَّت لنا الغنائم ولم تحل لأحد سود الرؤوس قبلنا (٢) وليس يناقض ذلك القتال لتكون كلمة الله هي العليا لأن من تمام القتال لتعلو كلمة الإِسلام.

المال أفضل وجوه الغنيمة قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: "الإبِلُ عِزٌّ لأِهْلِهَا وَالْغَنَمُ بَرَكَةٌ وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الأجْرُ وَالمَغْنَمُ" (٣) وقال - صلى الله عليه وسلم -: "جُعِلَ رِزْقي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي" (٤) فلما كان أفضل الخلق جعل الله رزقه في أفضل وجوه


(١) مسلم في كتاب الإمارة باب ذمّ من مات ولم يغزُ ولم يحدِّث نفسه بالغزو ٣/ ١٥١٧.
(٢) مسلم في كتاب المساجد ١/ ٣٧١، والترمذي ٤/ ١٢٣ ولفظه: عَنْ أبِي هريرَةَ فُصَّلْتُ عَلَى الْأنْبِيَاءِ بِسِتٍ". قلت: وهذا لفظ أحمد في المسند. انظر الفَتح الرباني ١٤/ ٧٠.
(٣) ابن ماجه ٢/ ٧٧٣ عن عروة البارقي يرفعه قال: الْإبِلُ عِزٌّ لأِهْلِهَا وَالْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وقال السندي: قال في الزوائد: إسناده صحيح على شرط الشيخين بل بعضه في الصحيحين وإنما تفرَّد ابن ماجه بذكر الإبل والغنم فلذلك ذكرته، حاشية السندي على ابن ماجه ٢/ ٤٧.
قلت: هو كما قال: انظر البخاري في الجهاد باب الخيل معقود بنواصيها الخير إلى القيامة ٤/ ٣٤، ومسلم في الإمارة باب الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة مسلم ٣/ ١٤٩٣.
درجة الحديث: صححه الشارح والهيثمي.
(٤) البخاري في الجهاد باب ما قيل في الرماح ٤/ ٣٣ بلفظ: وَيُذْكَر عَنِ ابنِ عمَر عَنِ النبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وهو طرف من حديث طويل أخرجه الإِمام أحمد ثنا أبو النضر ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثنا حسان بن عطية. عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بُعِثْتُ بِالسيفِ حَتى يُعْبد الله لَا شَرِيكَ لَهُ وَجُعِلَ رِزْقي تَحْتَ ظِلِّ رِمْحِي وَجُعِلَ الْذُّلَّةُ وَالصِّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أمْرِي وَمَنْ تَشبَّهَ بِقَوْمٍ فَهوَ منهمْ) المسند ٢/ ٥٠ ورواه أيضاً في ١/ ٩٢، والحديث فيه أبو المنيب الجُرَشي، بضم الجيم وفتح الراء بعد معجمة، الدمشقي، ثقة من الرابعة/ د. ت ٢/ ٤٧٧، وانظر ت ت ١٢/ ٢٤٨. وقال في الفتح ٦/ ٩٨: لا يعرف اسمه.
وفيه أيضاً عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي بالنون الدمشقي الزاهد صدوق يخطئ، ورَمي بالقدر وتغيّر بآخرة من السابعة. مات سنة ١٦٥ وهو ابن ٩٠/ بخ ع ت ١/ ١٧٤ وقال في ت ت، قال أحمد: عنده مناكير، ومرة قال: لم يكن بالقوي، وقال ابن معين والعجلي وأبو زرعة: لين، وقال ابن معين: ضعيف، وقال دحيم: ثقةُ رمي بالقدر، وقال أبو حاتم: ثقة يشوبه شيء من القدر وتغيَّر عقله في آخر حياته وهو مستقيم الحديث، وضعَّفه النسائي، ووثَّقه ابن حبان ت ت ٦/ ٥٠، وللحديث شاهد مرسل عند ابن أبي شيبة من طريق الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بلفظه. المصنف ١٢/ ٣٤٩، وأشار الحافظ في الفتح ٦/ ٩٨ إلى أن إسناد هذه الرواية حسن.
درجة الحديث: حسنٌ بشواهده.

<<  <   >  >>