للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: طبعًا! ... للصورة التي طرحت وطرحت علي أيضًا في هذه الرحلة، حينما يقع الأسير الشيوعي تحت يد المسلمين وقبل أن يقع تحت يد المسلم يرفع راية الإسلام فيقول: أشهد ألا إله إلا الله، هذه الصورة أنا أقول: لا يجوز قتله؛ لأني سأقول الآن: افترض عشرة من هؤلاء عشرين مائة مائتين إلى آخره رأوا أنفسهم تحت ضربة سيف المسلم أو بندقيته أو نحو ذلك فرفع راية الإسلام، ألا يمكن أن يكون فيهم واحد على الأقل من بين هؤلاء العشرة أو العشرات أن يكون حقيقة قالها من قلبه؟ يمكن طيب! وحينئذٍ ألا يمكن لا على التعيين كل من قال في هذه الصورة: لا إله إلا الله فالاحتمال السابق لا يزال قائمًا كما كان في عهد الرسول عليه السلام الذي أنكر على الذي قتل المشرك حينما رأى نفسه تحت ضربة السيف، قال: أشهد ألا إله إلا الله، فما بالاه فقتله، فأنكر الرسول عليه السلام عليه، واحتج الصحابي كما يحتج الآن بعض الناس بالنسبة لهؤلاء الشيوعيين، أنهم ما يقولونها إلا خلاصًا من القتل، هذا هو جواب الرسول عليه السلام: «هلا شققت عن قلبه؟ ! ».

فحينئذٍ ما دام هناك احتمال أن هذا الشيوعي الذي يقول: أشهد ألا إله إلا الله قالها عن عقيدة، فلا يجوز قتل الجميع مع احتمال أن يكون هذا الواحد قد قالها عن عقيدة وإخلاص، فهذا هو الأصل، لكن لا يجوز المعالجة إذًا على أساس مخالفة الشرع وتطريق احتمالات على هذا الحكم الشرعي وإنما هذا الذي قال هذه الكلمة يوضع في مكان ويراقب حتى لا يستغل نفاقه إن كان قالها نفاقًا، هذا أدين الله به ولا شك، فلا سبيل لنا إلا إلى هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>