محمد بن عمر بن أحمد بن عزم (١)، وبه يعرف، التميمي التونسي، نزيل مكة، جمال الدين، شمس الدين، أبو عبد الله، المؤرخ.
ولد بتونس في شوال، ونشأ بها وطلب بها العلم، فحفظ القرآن والرائية الشاطبية في الرسم، والأجرومية وأرجوزة الولدان المعروفة بالقرطبية في الفقه، وقطعة صالحة من رسالة ابن أبي زيد القيرواني، ومعظم الشاطبية في القراءات. وتلا لورش على مقرئ تونس أبي القاسم بن الماجد، وبعضه لنافع عن غيره، وسمع العشر بقراءة أخيه على بعض القراء.
ارتحل إلى المشرق في أوائل رجب سنة ٨٣٧/ ١٤٣٥ فنزل الاسكندرية وحضر مجلس عمر البلقوني وغيره، ثم قدم القاهرة في أثناء السنة فأقام بها إلى أواخر سنة ٨٣٩/ ١٤٣٧، وتوجه إلى مكة عن طريق البحر فوصلها أوائل سنة ٨٤٠/ ١٤٣٨، ولبث مقيما بها إلى أن حج، ثم توجه أوائل سنة ٨٤١/ ١٤٣٩ إلى المدينة المنورة فسمع بها الجمال الكازروني، ثم خرج منها أثناء السنة فوصل القاهرة ثم رجع إلى مكة أثناء سنة ٨٤٢/ ١٤٤٠ ولبث مقيما بها إلى أثناء سنة ٨٤٧/ ١٤٤٥ فسافر إلى القاهرة، وسمع من الحافظ ابن حجر الحديث المسلسل بالأولية، ومجلسا من صحيح مسلم، وكتب عنه مجالس من أماليه، وفي سنة ٨٤٩/ ١٤٤٧ زار بيت المقدس، ثم عاد إلى القاهرة ثم إلى مكة، وأقام بها، وسمع بها على مشايخها والوافدين عليها، وأكثر عن أبي الفتح المراغي، ولازم محي الدين بن عبد القادر المالكي في العربية، وتخرج بالنجم بن فهد في كتابه الطباق، وتتبع شيوخ الرواية،
(١) بمهملة ثم معجمة مفتوحتين ثم ميم (الضوء اللامع).