محمد بن إبراهيم فتاتة الفقيه المشارك في علوم والناظم للشعر الجيد.
ولد بمدينة تونس، وتفقه فيها على عدة مشايخ منهم تاج العارفين البكري، ومحمد براو وأبو الفضل المصراتي، وبعد تخرجه تصدر للتدريس بجامع الزيتونة، فأقرأ مختصر خليل والمغني لابن هشام، واستفاد منه الكثيرون في علمي المعقول والمنقول منهم محمد بوراس، وقاسم عبّان (بالباء الموحدة من أسفل بعد العين) القيروانيان، وأخذ عنه أبناؤه إبراهيم وأحمد وحمودة، وسعيد الشريف، وعبد القادر الجبالي، ومحمد الخضراوي، ومحمد زيتونة، والوزير السراج، وغيرهم كثيرون.
تولّى منصب الفتوى على مذهب الإمام مالك مدة إحدى وثلاثين سنة وزانها بعلمه وبفضله وربما كان يفتي من مجموع الفتاوى التي جمعها لشيخه أبي الفضل المصراتي ومن غيرها من فتاوى علماء العصر.
وفي سنة ١٠٨٨/ ١٦٧٧ كانت الفتنة المشهورة بين محمد باي وعلي باي المراديين وتسبب عنها إلقاء القبض على صاحب الترجمة وسجنه مع رفيقه مفتي الحنفية أبي المحاسن يوسف درغوث الذي قتل في السجن، ونجا صاحب الترجمة لفراره ليلا من بين العسس، واختفائه بدار تلميذه سعيد الشريف، وبقي بها مختفيا إلى أن أمنه محمد باي، وأعاده إلى خطته، وندم على ما صنع بصاحبه.