للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قاضيا وهو على السذاجة العلمية الدينية»، كأن غير السذاجة تقتضي التمييز في الحكم بين ذوي الأقدار والمناصب وبين عامة الناس، وأية عدالة هذه؟ ولكن العصر عصر إسراف في التمييز الطبقي، وتملّق لأصحاب السلطة والنفوذ، واحتقار للطبقات الشعبية.

وبعد وقوع هذه الحادثة ورجوع المحلة إلى تونس، أعفاه المشير الأول أحمد باشا باي من خطته فرجع إلى مجالس دروسه، قال ابن أبي الضياف: «وترقب الباي لما فعل فعلته متزلّفا ومداهنا بحسنها ويشين الرجل بعدم السياسة فلم يسمع إلا السكوت فندم ولات حين مندم».

«وكان مهما تذكرها يقول: فعل ما يجب عليه، وأبقى لنفسه فخرا، ثم داوى استعجاله وكان من السياسة بالمكان المكين، فقدمه لخطة القضاء بالحاضرة (في ١٢٦٣) وكانت ولايته يوم ولاية شبيهه أبي عبد الله محمد البنّا للفتوى، وأحضر يوم ولايتهما رئيس المفتيين إبراهيم الرياحي فقال له بمحضر الفقهاء من الديوان: أصبت في انتخابك لا زلت تصيب هما خير أقرانهما علما ودينا، وقبل الولاية بعد لأي ثم نقل إلى خطة الإفتاء».

وكان حسن الأخلاق، عالي الهمّة، مستقيم السلوك، محببا إلى الناس، سافر إلى الحج ثلاث مرات، وفي المرة الأخيرة توفي بالمدينة المنورة يوم الأحد في ١٢ محرم ١٢٧٧/ ٢٩ جويلية ١٨٦٠.

[مؤلفاته]

١) تقارير على الجزء السادس من إرشاد الساري للقسطلاني بخطه في المكتبة الوطنية وأصله من المكتبة العبدلية.

٢) تعليقات على شرح الأشموني على الخلاصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>