كان عالما بمذهب مالك عليه مدار الفتيا مع القاضي إبراهيم بن عبد الرفيع، وكان مشاركا في الأصول وغيره.
أخذ عن عبد الحميد بن أبي الدنيا الصدفي الطرابلسي وغيره، وعنه ابن عرفة وغيره، ولقيه علي بن محمد بن القاسم بن فرحون المدني المولد التونسي الأصل عند حلوله بتونس.
درّس بالمدرسة الشماعية، وولي قضاء الأنكحة بتونس في كرتين، وولي قضاء الجماعة بعد ابن عبد الرفيع، وكان نائبه ولم تطل مدته.
وكان من عادته أن يستند كل يوم جمعة بعد صلاته إلى بعض أساطين جامع الزيتونة ويستفتيه الناس في المسائل فإذا أفتى في أربعين مسألة انصرف من مجلسه ذلك.
في «معالم الإيمان» ٣/ ١٤٤ في ترجمة أبي محمد عبد الله بن محمد بن زيد الحجاجي «أنه ارتحل لتونس فقرأ بها على الشيخ أبي علي بن قداح، وكان الشيخ أبو علي هذا قاضي الجماعة بتونس، وكان رقيق القلب، فقدم في ولايته نحو الخمسين عدلا دفعة واحدة توسعة على الناس وقدم بكل مدينة عدولا من الأربعة إلى الخمسة أو نحو ذلك، فقيل له
(١) تاريخ وفاته في هذه السنة ذكره الزركشي، وذكر ابن فرحون في «الديباج» أنه توفي سنة ٧٣٦، والزركشي أعرف بوفيات أبناء بلده من ابن فرحون.