زين العابدين ابن الشيخ محمد بن عثمان السنوسي، الاديب الكاتب، الصحفي، مؤرخ الادب التونسي. ولد في ١٦ نوفمبر ١٩٠١ بسيدي أبي سعيد من ضواحي تونس الشمالية، مات والده وتركه رضيعا فاعتنت أمه بتربيته وكانت امرأة ذكية عندها ثقافة بسيطة فلقنته مبادئ اللغة العربية ومبادئ اللغة الفرنسية، وقسطا من القرآن والفقه، ثم دخل الكتاب، وبعد ذلك التحق بالفرع الابتدائي للمدرسة الصادقية فأحرز على الشهادة الابتدائية سنة ١٣٣٢/ ١٩١٦ ثم تابع دراسته بالفرع الثانوي بها عاما واحدا، وبعدها التحق بجامع الزيتونة فيما بين عام ١٣٣٤/ ١٩١٧ وعام ١٣٣٧/ ١٩٢٠ ولم يستوف به أمد الدراسة المقرر للاحراز على شهادة التطويع، وأقبل بنهم على المطالعة والتفرغ إلى الأعمال الادبية والصحافية، وكان من الاعضاء المؤسسين للجمعية الزيتونية ومجلتها «البدر» وكان مغامرا شجاعا في سبيل خدمة الأدب ونشر أفكاره. فأسس مطبعة العرب بنهج السيدة عجولة في محرم /١٣٤١ أوت ١٩٢٢ بالرغم من قلة ذات يده فقد ضحى بمصوغ وأثاث زوجته بنت أحمد باشا باي الثاني الملك فيما بعد، واذا عرفنا قلة القراء في ذلك العصر، ومقاومة السلطة الاستعمارية للمنشورات العربية قدرنا مغامرته ونضاله في سبيل خدمة أدب لغة الضاد. وقد تحيل على المنع القانوني فأصدر نشرة شهرية سماها «العرب» على غرار مجلة «البدر» منعت الحكومة رواجها ابتداء من العدد الرابع. وقد نشر في هذه المطبعة كثيرا من المؤلفات والرسائل لمؤلفين تونسيين مغمورين وحتى لبعض أدباء المغرب الاقصى، وبواسطة هذه المطبعة استطاع أن يطبع وينشر مجلة «العالم الادبي» التي كتب فيها الكتاب والشعراء المشهورون إذ ذاك.