وبالجملة فإن هذه المطبعة لعبت دورا هاما في الحياة الادبية بتونس فيما بين الحربين العالميتين، وقد بذل نشاطا خارقا لخدمة الادب ونشره وضحى في سبيله بالمال والراحة والتحيل على القوانين الجائرة لحكومة الحماية.
بعد تجربته في مطبعة العرب عزم على جمع منتخبات تونسية لادباء عصره تكون تكملة لمجمع الدواوين من تآليف والده وسماها «الادب التونسي في القرن الرابع عشر»، وقام برحلة واسعة في بلدان الجمهورية صحبة الشاعر الشاذلي خزنة دار للبحث عن مادة تأليفه، وجعل من هذه المادة تغذية للصفحة الادبية بجريدة «النهضة» من سنة ١٩٢٧ قبل أن يصبح المسئول عن هذه الصفحة الادبية، وعند ما لطفت الحكومة من شدة قوانين الصحافة في ١٩٢٩ تحصل على رخصة مجلة عنوانها «الواردات والصادرات» التي غير اسمها إلى «العالم» وأصدر منها عددين، وبعد سحب الرخصة بادر بنشر مجلة «العالم الادبي» قبل أن يتحصل على ترخيص الحكومة الذي لم يمنح له إلا في السنة الوالية (مارس ١٩٣١)، واغتنم فرصة وصول الواجهة الشعبية للحكم بفرنسا والتسهيلات التي تحصل عليها مدير والصحف أصدر جريدة تونس وهي سياسية عام ١٣٥٥/ ١٩٣٦ التي حملت مشعل النضال لفترة حالكة مدلهمة إلى أن صدر قرار بتعطيلها بعد أحداث ٩ أفريل ١٩٣٨ الدامية في ٢١ أوت ١٩٣٩ للهجتها الثورية، ثم عادت إلى الظهور في جوان ١٩٤٨ ولم تحد عن سالف عهدها إلى أن عطلتها السلطة نهائيا في ١٣ فيفريه ٥١ إبان المعركة الوطنية الحاسمة الأخيرة.
والمترجم كاتب صحفي جم النشاط، متنوع الانتاج، يجيد الكتابة في المقال السياسي، والتاريخ، والدراسة الادبية وقد كتب في مجلة «البدر» وجريدة «الزهرة»«والنهضة»، و «الحرية»، ومجلات «المباحث» و «العالم الادبي» و «الندوة» و «الفكر» وجريدتي «الصباح» و «العمل».
وفي أثناء الحرب العالمية الثانية عند احتلال جيوش المحور للبلاد التونسية ترك كل نشاط لكن الأحداث بدلت مجرى حياته إذ التمس منه