أحمد توفيق بن محمد بن أحمد بن محمد المدني التونسي مولدا وقانونا، الجزائري إقامة ووفاة، وأتاه لقب المدني من جده الأعلى المولود بالمدينة المنورة، وكان أولا اسمه أحمد زاده، توفيق الضابط التركي فتحي بك القائد العام للجيش العثماني بطرابلس الغرب. وذلك أثناء مأدبة عشاء صغيرة بدار السيد المختار كاهية بتونس.
قدمت أسرته من الجزائر قبل سنين من احتلال تونس، وهي عائلة شتتها الاستعمار بقي البعض منها بالجزائر والبعض منها بتونس ومنهم الأستاذ الشاعر الهادي المدني (الحاكم المتقاعد المحامي الآن) وأصل سلفه يعرفون بالقبي هاجروا من غرناطة إلى الجزائر وهم أشراف.
الخطيب الساحر، السياسي المناضل، الكاتل الغزير الإنتاج، المؤرخ وله شعر قليل.
دخل الكتاب وعمره خمس سنوات فحفظ القرآن الكريم، وكان وهو ما يزال في الكتاب يطالع الصحف التونسية، وتفتق ذهنه عن السياسة العامة وأساليبها وأكاذيبها، وفي أوقات الفراغ يلتف حوله زملاؤه، من صبيان الكتاب فيحدثهم عن أمور السياسة كما سمع وكما قرأ، ويبدو أن للبيئة العائلية تأثيرها في توجيهه نحو السياسة، وفضح أساليب الأوروبيين في التكالب على ديار العروبة والإسلام ومظالمهم وبالخصوص الفرنسيين، وأسرته شاركت في معارك الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي وتعلق الآمال على الدولة العثمانية، فكان وهو في طور الصبا