محمد الطيب ابن الشيخ محمد (بالفتح) النيفر، خاتمة المحدّثين المسندين، الضليع في المعقول والمنقول، نشأ في بيت علم، وسار آخذا بتقاليده في العناية بالرواية والدراية والحرص على استجازة الأعلام أصحاب الأثبات المشهورة.
قرأ على والده وانتفع به وأجازه بما حواه ثبته، وعلى عمّه صالح، وإبراهيم الرياحي، وأجازه بما حواه ثبت الأمير وبما حواه ثبت الشيخ محمد عايد السندي المسمى حصر الشارد، ومحمد البناء، ومحمد بن ملوكة وأجازه، وممّن أجازه شيخ الإسلام محمد بن أحمد بن الخوجة، وشيخ الإسلام محمد بيرم الرابع، والشيخ أحمد زيني دحلان، ومنّة الله الشباسي الأزهري أحد تلامذة الأمير، وأجازه بما حواه ثبت شيخه المذكور، وعمر الخطيب الأزهري، ومحمد الكتبي شيخ الإسلام بمكة، ومحمد كمّون الصفاقسي شيخ رواق المغاربة بالأزهر.
درس بجامع الزيتونة مدة تناهز النصف قرن، وقرأ عليه أجيال منهم ابنه محمد صاحب «عنوان الأريب» ومحمد مخلوف، واستجازه جماعة منهم عبد الحيّ الكتاني وبلحسن النجار، درّس وختم بجامع الزيتونة كتبا بعد العهد بختمها فيه كشرح عبد الباقي الزرقاني على مختصر خليل، وشرح القسطلاني على البخاري، وشرح محمد بن عبد الباقي الزرقاني على الموطأ، والاكتفاء لأبي الربيع الكلاعي، والحكم