خالد بن أبي عمران التجيبي، مولاهم، التونسي، المحدّث الصدوق والفقيه العابد.
ولد بتونس وروى عن أبيه وحنش به عبد الله الصنعاني نزيل أفريقية، ورحل إلى المشرق للسماع والرواية فروى عامة عن بعض متأخري الصحابة كعروة بن الزبير وطبقته، وسمع من القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وسليمان بن يسار، وروى عنه عبيد الله بن زحر الإفريقي، والليث بن سعد، وحيوة بن شريح، وعبد الله بن لهيعة، ويحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري شيخ الإمام مالك الذي بعثه عمر بن عبد العزيز على صدقات أهل تونس، فحضر مجالسه المترجم له وروى عنه كما روى عنه من أهل أفريقية عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وعبد الملك بن أبي كريمة، وعبد الله بن غانم، وعلي بن زياد.
تولى قضاء مدينة تونس وكان ذا وجاهة عند أهل بلده فقد وجهه أهل أفريقية إلى يزيد ابن عبد الملك بن مروان ليخبره بقتل يزيد بن أبي مسلم عامله على إفريقية فأكرم وفادته واستشاره فيمن يوليه فأشار عليه فقبل قوله وولى الذي أشار به.
ووجهوه مرة ثانية لاستفتاء علماء المدينة المنورة في مسائل استعصى عليهم أجوبتها، فعرض هذه الاسئلة على القاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، فأبيا أن يجيباه فقال لهما:
«إنّا بموضع جفاء في هذا المغرب، وإنهم حملوني هذه المسائل وقالوا لي: إنك تقدم المدينة وبها أبناء أصحاب النبي عليه السلام فسلهم، وانكما ان لم تفعلا كانت حجة لهم فما شئتما؟ »
فقال القاسم: سل، فسألهما فأجاباه واتجه بعد ذلك الى سليمان بن يسار فجمع عنه المسائل، فاجتمعت له من هؤلاء الثلاثة حصيلة وافرة من قضايا الفقه وأحكامه دونها في كتاب ذكره أبو العرب التميمي بقوله:«وهذا الكتاب رواه عنه عبد الملك ابن أبي كريمة».
شهد مغازي كثيرة وأبلى فيها بلاء حسنا وقتل في مبارزة مقدم الصفرية.