الجنرال حسين أصله من المماليك الجراكسة، العالم العسكري، السياسي، دخل تونس في دولة الأمير مصطفى باشا، فربي في كنف الأمراء الحسينيين بقصر باردو، واعتنوا بتعليمه، وظهرت عليه بوادر النجابة، فلما ولي المشير الأول أحمد باشا، وأسس بباردو المدرسة العسكرية المعروفة بمدرسة المهندسين، كان من الشبان المختارين للتعلّم فيها، فتعلم فيها العلوم العسكرية، والعربية وبعض اللغات الأوربية، وترقى في سلك الجندية والادارة الى أن وصل الى رتبة أميرالاي في دولة المشير الثاني محمد باي.
وهو أول من تولى رئاسة المجلس البلدي بتونس، وأبدى كفاءة وتفانيا في خدمة المصلحة العامة.
وكان من ذوي النزعة الاصلاحية، والغيرة على المصلحة الوطنية، ومن أنصار تمتين الروابط مع الدولة العثمانية، وكان من هيئة تدوين آراء اللجنة المؤلفة لتفصيل قوانين عهد الامان في ربيع الأول سنة ١٢٧٤/ ١٨٥٦.
ولما انتظمت المجالس الدستورية في صفر ١٢٧٧ كان من بين أعضاء المجلس الأكبر، وفي تلك السنة رافق المشير الثالث محمد الصادق باشا باي في رحلته إلى الجزائر للقاء الأمبراطور نابليون الثالث، وبعد الرجوع من هذه الرحلة شرع في انجاز النظم التي اقتضاها عهد الأمان، ووقع تعيينه عضوا في المجلس الأعلى المسمى بمجلس شورى الملك، وكانت له في ذلك المجلس مواقف مشهورة في المصارحة بالحق والدفاع عن المصلحة العامة.
وفي سنة ١٢٧٨/ ١٨٦٢ سمي امير أمراء، ولما تولى خير الدين الوزارة كان إلى جانبه في ذلك الطور الهام من حياة البلاد، ولقب بوزير استشارة سنة ١٢٩٠/ ١٨٧٤، وشارك في الأعمال المهمة التي وقعت في وزارة خير