البشير بن مصطفى صفر، الجغرافي، المؤرخ المشارك في علوم من أول الصحفيين بتونس، الملقب بأبي النهضة التونسية.
أصله من أسرة شهيرة بالمهدية من سلائل الجنود الأتراك، ووالده تدرج في سلك الجند النظامي من عهد المشير الأول أحمد باشا حتى كان من كبار الضباط في عهد الصادق باي.
ولد بتونس، ودخل الكتاب القرآني حتى فتحت المدرسة الصادقية سنة ١٢٩٣/ ١٨٧٨، فكان من أوائل الملتحقين بها وأظهر فيها من النجابة والذكاء ما أصبح به مضرب الأمثال بين الأساتذة ولفتت خلاله الفضلى نظر الوزير خير الدين فشجعه ودعاه إلى مائدته مرات عديدة.
وبعد إحرازه على ديبلوم الصادقية سافر إلى فرنسا لمواصلة التعليم العالي بصحبة بعثة من رفاقه تلامذة الصادقية، وكان هو رئيس هذه البعثة وناظرا على رفاقه وقيما على شئونهم لما عرف عنه من خصال حميدة، واستقامة سلوك أحلته محل الزعامة وتابع دروسه في باريس بمدرسة سان لوي. ورجعت البعثة إلى تونس في العطلة الصيفية سنة ١٢٩٩/ ١٨٨١ فصادف رجوعها انتصاب الحماية الفرنسية وظهور الحاجة الأكيدة إلى طبقة من متعلمي اللغة الفرنسية تتولى التوسط بين الأقلام العربية في الإدارة التونسية والقلم الفرنسي في ادارة الحماية، وتتصل من قريب بما يجري في المراجع العالية بما يتعلق بحقوق التونسيين، وكان الخريجون الأولون من المدرسة الصادقية هم معقد الآمال ومناط الرجاء للقيام بهذه المهام، ولما