عبد العزيز بن محمد الفراتي، الفقيه النحوي الأديب، له شعر قليل ضعيف، من بيت علم قديم هو عاشرهم، ولد بصفاقس ونشأ بها، وقرأ بها على علمائها، ثم رحل إلى تونس ولبث بها نحو عشرين عاما، وأخذ عن أعلام كالشيخ عبد القادر الجبالي وأخيه أحمد، وأحمد الشريف، ومحمد الشريف، وعاشور القسنطيني، وأبي الفضل المسراتي، ومحمد فتاتة، ثم رحل إلى مصر، وقرأ على أعلام الأزهر كيحيى الشاوي الجزائري، وإبراهيم الشبرخيتي، وأحمد البشبيشي، ومحمد الخرشي ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني، وأجازوه، ورحل إلى استنبول بصحبة شيخه يحيى الشاوي، ورجع معه إلى القاهرة ولبث بالأزهر نحو خمس سنوات، وبعد تخرجه من الأزهر جاور بالحرم الشريف، وأقرأ هناك الحديث، ثم رجع إلى صفاقس ودرس بالجامع الكبير، وقرأ عليه جماعة منهم الأديب الفلكي محمد ابن المؤدب الشرفي والفقيه عبد الله الجموسي وغيرهما.
وكان رجلا صالحا ورعا زاهدا عفيفا لا تأخذه في الله لومة لائم.
ابتلي بفقد ثلاثة من أولاده وهو حي، فرثاهم، وقد أجابه عن إحدى المراثي تلميذه محمد ابن المؤدب الشرفي مسليا، ولتلميذه المذكور قصيدة مدحه فيها وأشاد بعلمه وخصاله وأخلاقه.