ينسجها بنفسه وكان كثير التردد على العاصمة لبيع وإهداء ما عنده من أغطية ويحمل منسوجات أخرى من الجريد والتمر.
ولا نعرف شيئا عن علاقاته بالمخزن التركي وتداخل أبو الغيث لدى مراد باي لإطلاقه من سجن قفصة الذي قضى به شهرين.
له نور الارماش في مناقب أبي الغيث القشاش أتم تأليفه بعد وفاة أبي الغيث القشاش بعد نحو أحد عشر شهرا أو عام وأبو الغيث توفي في الثالث من ربيع الثاني سنة ١٠٣١/ ١٠ فيفري ١٦٢١ فيكون الكتاب ألّف ما بين صفر وربيع الأول /١٠٢٢ ديسمبر ١٦٢٢ جانفي ١٦٢٣.
والكتاب يحتوي على خمسين فصلا، ولكل فصل عنوان، والكتاب خليط من الذكريات الشخصية وحكايات حكاها راو، وفيه كثير من التكرار، ولغته يشوبها غموض، وهي وسط بين الفصحى والدارجة ويمكن بشيء من الصبر جمع معلومات هامة من هنا وهناك عن عصر ليس لنا فيه أي تأليف تاريخي معاصر والكتاب يجلي شخصية أبي الغيث القشاش ودوره التاريخي، وصلاته السياسية مع السلطان العثماني وفي تونس له شبكة من الأتباع والمراسلين يغطون كامل البلاد. وهذا النفوذ والتأثير يثيران الحكام الأتراك، وقوة أبي الغيث سمحت للحد من قوة الديوان والدايات في القرن الحادي عشر ويؤخذ من الكتاب أن مساجد وزوايا تونس وغيرها لها أوقافها التابعة لأبي الغيث ويقوم بشئونها لأن الميليشيا الرسمية لا تهتم غالبا إلاّ بنقل ريع الأوقاف إلى أعضائها الأقوياء أو الأكثر جسارة وفي عمل أبي الغيث معارضة للإفراط في السلطة.
توجد من الكتاب ثلاث نسخ بالمكتبة الوطنية أصلها من المكتبة الأحمدية الزيتونية.