أحمد بن محمود بن عبد الكريم المدعو ابن عصمان كريّم (بالتصغير) من سلالة الجنود الأتراك من أسرة تنتمي للبورجوازية الصغيرة، المفسر، الفقيه، اللغوي، الأديب، الشاعر.
ولد في ٢٧ صفر بدار والده بحومة بير الحجار (نهج الباشا) بتونس، قرأ القرآن في أحد الكتاتيب، ثم انتقل للأخذ عن الشيخ محمد ذهب بدار خاله محمود درغوث، وعليه حفظ ما تيسر من القرآن والمتون.
شرع في طلب العلم سنة ١٢٥٨/ ١٨٤٢ فقرأ على مشايخ بمساجد، وقرأ بجامع الزيتونة على المشايخ محمد بن عاشور وأخيه محمد الطاهر، ومن جملة ما قرأ عليه الفقه المالكي وهو حنفي المذهب، وكان ملازما لفقهاء المذهب المالكي وخصوصا الشيخ إسماعيل التميمي، فكان كثير التردد عليه، ومن شيوخه محمد معاوية، ومحمد بن الخوجة، وقرأ على محمد بن سلامة تفسير البيضاوي بحاشيته على خطبته، وروى عن الشيخ محمد بن عثمان الحشائشي كتاب «الامداد بمعرفة علو الاسناد» لعبد الله بن سالم البصري من طريق الشيخ محمد الصالح الرضوي البخاري، كما روى الصحيحين من طريق هذا الشيخ.
تولّى التدريس من الطبقة الثانية في ربيع الأول سنة ١٢٦٥/ ١٨٥٩، ومن الطبقة الأولى سنة ١٢٦٧/ ١٨٦١ وأقرأ كتبا في الفقه الحنفي، وفي البلاغة وفي الأدب كشرحه على بانت سعاد، واستمر على التدريس بعد