عثمان بن محمد بن العربي بن عثمان الكعاك العياضي من سلالة القاضي عياض الأندلسي الأصل، هاجر أجداده من الأندلس إلى تونس سنة ١٠١٧/ ١٦١٣، من كبار أعلام تونس المعاصرين أديب لغوي، مؤرخ غزير الإنتاج.
ولد بقمرت (من أحواز تونس الشمالية)، تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة عربية فرنسية، وتابع دراسته الثانوية بالمدرسة الصادقية، وتخرج منها محرزا على الديبلوم، وفي هذه المدرسة أقبل على تعلم اللغة الألمانية باجتهاد عظيم حتى حذقها، وكان يتحدث بها في السر مع معلم الرياضيات، ويواري كتبها تحت المحشاة في السدة التي فوق الفراش، ويطالع دروسها بإطالة الإقامة في المتوضأ حتى لا يعلم بذلك أحد، وأسس مع صديقه الحكيم أحمد بن ميلاد جمعية الصادقية لتعليم المفردات الاصطلاحية في الرياضيات والحسابيات، فكانا يجمعان المفردات ويعلمانها لأصحابها، وفي الآن نفسه كان يزاحم صديقه الحكيم الزاوش في تعلّم الإنكليزية، وصديقه الحكيم الشاذلي زويتن في تعلم الإيطالية، وحكى عن نفسه أنه كان إلى سن الثالثة عشرة من عمره يحتقر اللغة العربية وآدابها، ويهزأ بالحضارة العربية والتاريخ الإسلامي، ويرى أنه من العبث تعلم اللغة العربية، بل الواجب هو تعلم اللغة الفرنسية، وكان يحمد الله كثيرا على أنه لا يعرف شيئا من لسان العرب.
حتى ولو مجرد الحروف وفي شهر ماي سنة ١٩١٥ لما دخلت تركيا الحرب ضد الحلفاء كان مارا بالموالحية وعلى رأسه طربوش فأدركته كوكبة من