الانتقام منه وترصد له مع طائفة من اتباعه منصرفه من القصر إلى بيته بعد صلاة التراويح في إحدى ليالي رمضان سنة /٧٨٠ ديسمبر ١٣٧٨ جانفي ١٣٧٩، وانهالوا عليه طعنا بالخناجر حتى مات وسقط من دابته وبلغ الخبر أبا حمو في الصباح، وعزم على تتبع المجرمين وعقابهم، ولمّا علم أبو حمو أن ابنه أبا تاشفين كان المحرض على ارتكاب هذه الجريمة، عدل عن التتبع والعقاب.
[تآليفه]
بغية الرواد في أخبار بني عبد الواد وأيام أبي حمو الشامخة الأطواد نشره الفرد بيل A.Bel (النص مع ترجمة فرنسية) بعنوان تاريخ بني عبد الواد ملوك تلمسان (٢ جزءان الجزائر ١٣٢١/ ١٩٠٤، الثاني ١٣٣٠/ ١٩١٣).
وهذا التاريخ لمملكة تلمسان هو هام بصفة خاصة لمعرفة العهد الطويل لأبي حمو الثاني، الذي كان المؤلف كاتب سره ونجيه، فاستطاع الاطلاع على الوثائق السياسية الأصلية، التي ذكر نصوص كثير منها في كتابه، وتظهر في هذا الكتاب مواهبه الشعرية والنثرية.
قال ابن الأحمر: «ألف لسلطانه المذكور (أبي حمو) كتابا أي كتاب، أطنب فيه بمدحه ومدحه بالأطناب».
واحتفظ في تأليفه بعدة قطع شعرية لشعراء القصر من معاصريه، وذكر معلومات عن علماء عصره، وعن الاجتماعات الشعرية بقصر تلمسان وكثيرا من الأشياء التي لا توجد في غيره، والتي تسمح بتكوين فكرة صحيحة عن العاصمة العبداودية في القرن الثامن.