[٤٦٢ - ابن الكاتب (٠٠٠ - ٤٠٨ هـ)(٠٠٠٠ - ١٠١٨ م).]
عبد الرحمن بن محمد الكناني القيرواني، المعروف بابن الكاتب، أبو القاسم، الفقيه المشهور بالعلم، وقوة العارضة، وإقامة الحجة.
أخذ عن ابن شبلون، وغيره، ورحل إلى المشرق حاجا فلقيه أبو القاسم الطائي بمصر، وسأله عن فروق أجوبة في مسائل متشعبة من المذهب، قال الطائي: وقد كان أعضل جوابها بكل من لقيت من علماء القيروان، فأجابني أبو القاسم فيها ارتجالا على ما كان عليه من شغل البال بالسفر.
وكان قويا في المناظرة، ناظر أبا عمران الفاسي مرة، وطالت بينهما المناظرة حتى علا العرق أبا عمران وبلّ قميصه ورداءه كمن غمس في ماء، وبينهما نزاع ومراجعة في مسائل نقلت عنهما.
نزلت بالقيروان مسألة الملاعنة إذا نكلت عن اليمين ثم أرادت الرجوع إلى اللعان، فاختلف فيها فقهاء القيروان فأفتى أبو علي حسن بن خلدون وغيره أن لها ذلك كما لها الرجوع بالإقرار المحض، وذهب المترجم إلى أن الرجم قد وجب عليها، وليس لها الرجوع بعد النكول، لأن ذلك لما حقق ما رماها به بالشهادات الأربع، صارت تلك الشهادات كأربعة شهود على معاينة الزنا. فغلبها أن تأتي بما يقابل ذلك ويكافئ شهادته، فإن نكلت فكأنها صدقت شهادته بخلاف مجرد الإقرار.