المنتصر ابن المرابط أبي يحيى أو أبي لحية القفصي، كان صوفيا من أتباع الشيخ أبي الغيث القشاش، وشيخ زاوية القشاشين بقفصة، لا نعلم من حياته شيئا إلاّ ما ذكره هو في كتابه، وأمه عائشة أخت أحمد البرجي شيخ زاوية أسلافه بقفصة. وكان صديقا ومريدا لأبي الغيث القشاش ودعا أهل قفصة لاتباع طريقة هذا الشيخ، وأسس بقفصة زاوية باسم أبي الغيث القشاش. وكانت عائشة مثل أخيها معروفة من الشيخ أبي الغيث القشاش وأسرته وأقامت عندهما مرات، وكان لهما اعتبار إزاءها لأنها من عائلة مرابطية، وهذا من جملة الأسباب التي دعت أبا الغيث إلى تسمية المترجم خلفا لخاله وصهره أحمد البرجي بعد وفاته بالرغم من معارضة بعض فقراء قفصة وبعد وفاة والد المترجم أبي لحية لم يقم أبو الغيث وزنا للتحفظات المحلية، وسمى ابنه المنتصر في الوظائف التي كان يمارسها أبوه.
والمترجم لا يعلمنا إلاّ قليلا بالدراسات التي تلقاها، استظهر القرآن لأنه معدود من حملة القرآن، وحفظ بعض المتون في النحو والفقه، وحضر دروسا في الحديث، وحضر بانتظام في زاويتهم بقفصة وزاوية أبي الغيث بتونس حلقات الذكر. وأسلوب كتابه نور الأرماش يدل على أن تعلمه لم يكن عميقا.
وإدارة الزاويتين بقفصة زاوية القشاش وزاوية البرجي لم يلتهما كل وقته فإنه مارس نشاطات أخرى، كاحتراف التجارة في الصوف وأغطية الصوف المصنوعة بقفصة المشهورة والمطلوبة في العاصمة ولعله كان