إبراهيم بن أحمد (١) الشيباني البغدادي، ويعرف بالرياضي، أبو اليسر، من أهل بغداد نزيل القيروان، العالم، الأديب الشاعر.
قرأ ببغداد على جلة المحدّثين والفقهاء ولقي الجاحظ، والمبرّد، وثعلبا، وابن قتيبة، ولقي من الشعراء: أبا تمّام، ودعبلا، وابن الجهم، والبحتري، ومن الكتاب سعيد بن حميد وسليمان بن وهب، وأحمد بن أبي طاهر، وغيرهم.
جال في البلاد شرقا وغربا من خراسان إلى الأندلس، وقد ذكر ذلك في اشعار له، دخل الأندلس عن طريق البحر، وقدم على الخليفة محمد بن عبد الرحمن الأموي بقرطبة بكتاب اخترعه على ألسنة أهل الشام، فتقبله الخليفة محمد، وأنزله ووسع عليه، ووصله، واطلع على الكتاب، وعرف أنه مخترع مصنوع، فلما أراد أبو اليسر الانصراف رفع إليه كتابا مختوما جوابا عن كتاب أهل الشام فلما جاز أبو اليسر البحر فك الكتاب ليقرأه فإذا هو بياض ليس فيه إلا بسم الله الرحمن الرحيم فعلم أن تمويهه لم يجز، وان الذي أعطاه الخليفة محمد وحباه به كان عن كرم وفضل، وعظم في عينه ملوك الأندلس ورجاله، وحدّث بما عرض له، وعجب الناس منه.
وفي مدة إقامته بالأندلس جال في بلدانها فروى عنه جماعة، ثم نزل افريقية عن طريق البحر، ورحل إلى القيروان فاتصل بأميرها إبراهيم بن أحمد الأغلبي الثاني الذي أولاه رئاسة ديوان الرسائل، واستمر على ذلك في