علي ذويب الصفاقسي، الأديب الشاعر المشارك في علوم الأوائل (الفلسفة في المصطلح القديم) من طب وموسيقى، يجيد الضرب على العود.
قرأ ببلده صفاقس على الشيخ الأومي، وعنه تمكن في علم العروض، وأخذ عنه العربية، والفقه وعلى الشيخ رمضان بو عصيدة الكفيف الأدبيات، كما قرأ على الشيخ الطيب الشرفي، ثم ارتحل إلى تونس وأخذ عن شيوخ جامع الزيتونة، وامتدح أمراء تونس، وأخذ جوائزهم، وقد زامله في الدراسة بصفاقس الشاعران إبراهيم الخراط، وعلي الغراب.
وكان سليط اللسان هجا جماعة لا يستحقون الذم، فجمعوا أمرهم، وكادوا له حتى اضطر إلى الهجرة إلى القاهرة المعزية سنة ١١٧٣/ ١٧٦٠ قال في تقريراته على شرح الاشموني «ولما توجهت إلى مصر القاهرة سنة ثلاث وسبعين من هذا القرن وجدت الشيخين الشيخ محمد الحفناوي، وأخاه الشيخ يوسف في سن الشيخوخة إلا أن الشيخ يوسف أصغر سنا من الشيخ محمد، وأكثر ضعفا منه لتوالي السقم عليه الذي حمله على هجر الأزهر، والشيخ محمد أصح بدنا فلم يترك الأزهر للاقراء فقرأنا عليه مدة يسيرة، ثم هجر الأزهر لاشتغاله بطريق القوم من التصوف، واجتمعت عليه تلامذة لا يحصون عددا لأخذ ورد اسم الجلالة وغيره فصارت له مواعيد بالديار المصرية، وعظّمته الحكام والأمراء تعظيما لا يعدله تعظيم، فكان منزله ملجأ الخائف والجامع، والغريب والجاني، حتى أنه ليسمع من أصوات اللائذين به من المذكورين أصوات كأصوات دوي النحل في